الجماهير || أسماء خيرو .
بالرغم من أنها تجاوزت العقد السادس من عمرها ولم تكمل تعليمها ولم تحصل على أي شهادة جامعية إلا أنها مازالت تحمل شغف القراءة والكتابة وكأنها ابنة عشرين عاما في زمن لم يعد أحد يهتم بالقراءة ، لم تملك من حياتها التي كانت مليئة بالأحداث والتجارب المؤلمة إلا أن تعيشها وتتحد معها وتتخذها نقطة انطلاق لكتابة الشعر .
تقول السيدة ليلى الزير للجماهير : البيئة الذي نشأت فيها لم تكن تعترف بالمرأة وبأهمية الدراسة مع إني كنت من المتفوقات دراسيا ، وبالرغم من ذلك دأبت على الكتابة والقراءه ولم أترك لهذه البيئة أن تؤثر علي أو تحبط من عزيمتي ، ولكن” تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن ” فبعد زواجي رزقت بطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة ، وزوجي واجهته ظروف جدا صعبة وأصبح عاطلا عن العمل واضطررت لأن التحق بوظيفة كعاملة في مديرية التربية، فكنت أنا الأب والأم ونتيجة لذلك انشغلت قليلاً عن الكتابة .
السيدة ليلى مازالت حتى أيامنا هذه تقرأ لاحسان عبد القدوس، وطه حسين ، والماغوط ، ونزار قباني ،سليمان العيسى ، ونجيب محفوظ ، والعقاد ، ولكثير من الكتاب والشعراء، وألفت الكثير من الكتابات الشعرية باللهجة العامية ، والفصحى ولكن الحرب كانت سببا باحتراق نتاجها الأدبي . بالرغم من ذلك بعد الحرب عادت لتكتب من جديد بقلب الفنان المرهف الحس، وحاليا لديها مايقارب/ 100/نتاج أدبي من تأليفها ..
تقول عن القلم: قلمي أعز صديق فهو أعزني – وحبره من دمي يؤنسني في وحدتي ، كلمات أسطرها ورسوم أرسمها في ذاكرتي ، وحكايات أسردها في فرحي وحزني .
الشعر بالنسبة لها حياة وعالم كامل من الأحاسيس يكاد أن يكون قصة شعرية قصيرة تحكي الخواطر والانفعالات والمشاهدات، ومن أكثر القصائد التي كتبتها وتعتبرها شبيهة بها قصيدة بعنوان “امرأة بلا رجل ” تعالج فيها معاناة الأم التي ظلمها الزمان وهجرها زوجها وترك مسؤولية تربية الأبناء لها .
السيدة ليلى اليوم بعد تقاعدها من وظيفتها في مديرية التربية أصبح لديها وقت فراع تستثمره في الكتابة بالرغم من انشغالها بالعناية بابنها من ذوي الاحتياجات الخاصة ممتنة كثيرا للتكنولوجيا حيث منحتها الفرصة لأن تكتب ماتفكر به على جهاز الموبايل وهي تطمح لأن تصبح يوما ما صحفية، تكتب المقالات الاجتماعية وأن يرى نتاجاها الأدبي النور وأن يتبناها أحد ما من أجل طباعة أعمالها في ديوان باسمها .