الجماهير || عتاب ضويحي
من إين تبداً الحكاية، تبدأ من عدد ضحايا انهيار الضمير، وبما يفيد العدد طالما الموت حاضر وبقوة، أو تبدأ بالحديث أو إن صح التعبير من تخيل تلك اللحظات الصعبة القاسية المرعبة التي عاشها ضحايا انهيار مبنى الفردوس من أطفال ورجال ونساء لحظة إدراكهم أن الأرض تزلزلت من تحتهم ، لحظة الخوف على النفس أم على الآخر الغالي الذي هو بمثابة الروح، لحظة أن تكون الحي الميت.
لا يمكن وصف اللحظة لأننا لم نعشها ومجرد طرح فكرة التخيل يصيبك الذعر الشديد وتتجمد أطرافك ويسيطر الخوف والرعب ممزوجاً بالقشعريرة.
أو نبدأ من ملف غاب عنه الضمير، ملف مؤرق قديم ويتجدد، يحمل قدر لايستهان به من علامات التعجب والاستفهام، ملف الاستهانة بالبشر وبأرواحهم، تحديداً التلاعب بمواصفات البناء ومواده، مع غياب المراقبة والمتابعة من قبل اللجان الهندسية المختصة .
انهيار مبنى الفردوس على رؤوس ساكنيه، ليس بالحدث العابر، فكل ضحية من ضحاياه الأبرياء، هي ناقوس خطر يدق في آذان وضمير كل معني ومسؤول لتدارك وقوع ضحايا آخرين مستقبلاً، بسبب غياب ذلك الفعل الخفي إلا وهو الإخلاص الذي لا رقيب له سوى الضمير، فإن مات الضمير السلام على الدنيا وما فيها.