الجماهير || أسماء خيرو
الجدران تحطمت والأسقف انهارت والغبار ملأ الأجواء حتى غاب البصر ، وأرواح بريئة باتت عالقة تحت الركام تتنفس الهواء ممزوجا بالإسمنت والغبار.
والخبر يقول: لقد انهار مبنى مؤلف من خمس طوابق فوق ساكنية، مؤكدا على أنه في لحظات قليلة ليست من عمر الزمن تحول المبنى إلى ركام لا شيء سوى الركام ،ليشير بأصابع الاتهام إلى سوء المواصفات الإنشائية .
وأخذ الناس يتوافدون من كل صوب وحدب للبحث عن ناجين اصطفوا في جماعات حول الركام بينهم الكبير والصغير، أناس عاديون لا يملكون من أمرهم شيئا ، ناهيك عن الجهات المعنية .
ناقوس الثواني كان يدق ويدق ويدق معلنا اقتراب النهاية ومع انتشال كل ضحية من تحت الأنقاض كان حبل الأمل يضيق ويضيق حد الاختناق.
وقف كل من الأب ،والاخ ،والولد، والجار ، والصديق متأبطين الأمل يبحثون عن معجزة متجاهلين أسطورة اليأس علهم يلتقون بأرواح من يحبون حيه من تحت الأنقاض الخانقة ، وقفوا ليشهدوا على الفوضى والعبث، وعلى موت الضمير لغاية الإهمال .
كم بدت الحياة كئيبة مساء أمس في حي الفردوس أمام ذاك البناء ، كانت الكلمات الحزينة تتحرك في كل صوب واتجاه تتساءل لتصل إلى جواب ولكن مامن جواب ، لحظات من الرعب المخيف ومشاهد تعددت صور مرثياتها هزت القلوب والنفوس ، لتشير إلى واقع خدمي قلبه يئن يتقطع ألما وحسرة من الإهمال الذي يكتنفه
فاجعة الفردوس وإن اختلفت أسبابها وإن تنصل مسؤولوها إلا إنها ستظل جريمة من جرائم الإهمال ، وأي قصاص لمن تسبب بها لن ينصف من فقد عزيزا .
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام