الجماهير || محمود جنيد
وكأن القدر اختار ضحايا بناء الفردوس، ليرتقوا قربانا لإنقاذ أبناء جلدتهم من الغلابة والمعترين، إذ فتحوا العيون الغافلة وبعد أن وقع الفأس بالرأس إثر الكارثة، على مناطق المخالفات والأبنية الخطرة والآيلة للسقوط فيها، إذ بدأ مجلس المدينة بتتبع تلك الأبنية في عدد من المناطق وأوصى بالهدم حفاظا على ارواح القاطنين والجوار والمارّة!
هكذا نحن ننتظر وقوع المحظور لنتحرك بعد أن يسبق السيف العذل، ولا ندري هنا إن كانت خطوات التتبع تلك اكتفت بإجراءات الإخلاء والهدم والتشميع والمراقبة، أم أنها راعت مسألة أولوية ولا تقل أهمية عن أي إجراءات روتينية أخرى، وهي تأمين السكن المعتّرين والمجبرين على السكن في أبنية الموت تحت ضغط الحاجة الذين تم إخلاؤهم منها، بسكن بديل يكفل لهم الستر، دون أن يخرجهم من تحت الأسقف الآيلة للانهيار إلى العراء دون مكان يأويهم!
نمر يوميا بأنقاض وحجارة الأبنية المنهارة بفعل الإرهـ.ـاب والتي تأخذ أحيانا حيزا من الشارع، و تستند على أخرى ملاصقة متصدعة أكثرها في حي صلاح الدين، تنتظر من يرحل ركامها عن المنطقة، وتشييد أبنية آمنة وبشكل منظم مكانها، لكن الحال يبقى على ماهو عليه، فإلى متى؟!
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام