الجماهير || أسماء خيرو
وصف مواطنون ” للجماهير ” حالة ارتفاع أجور الخدمات الطبية بحلب بأنها جائحة لا تقل شراسة عن جائحتي الكوليرا وكورونا ..؟؟!
وعلى وقع لهيب الغلاء امتدت رياح فوضى التسعير لتطال الجانب الصحي، فالمواطنون على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية كان لديهم حكايات مع غلاء المعالجة الطبية سواء في المشافي الخاصة أو العيادات الخاصة اللاتي نعتت أسعارهما باللامنطقية إضافة إلى أجور المخابر النارية .
” الجماهير ” استطلعت واقع المعالجة الطبية لعدد من المواطنين :
* أسعار تحرق الجيوب .
يقول الحاج مصطفى مرعي الذي أصيب منذ عام بشلل جزئي في رجله اليمنى بأنه دفع ثمن فقط صورة طبقي محوري للدماغ 60 ألف ليرة سورية وحتى يومنا هذا هو مازال يدفع النقود ثمنا للمعالجة الطبية إلى أن بلغ مجموع ما دفعه المليون ليرة سورية مابين معاينة وصور وتحاليل طبية .
ويعاني الشاب أحمد من قيام طبيب والدته المصابة بالسرطان برفع تسعيرة عيادته بحجة دفع الأمبير وغلاء أسعار المستلزمات المعيشية مبينا بأنه دفع 20 ألف ليرة سورية ثمنا للمعاينة فقط ناهيك عن ثمن التحاليل التي طلبها التي تبدأ بـ 30 ألف ليرة سورية ويمكن أن تصل أحيانا إلى المئة ألف ليرة سورية .
فيما السيدة نهى أبدت عدم رضاها عن دفع فاتورة ابنها الذي أصيب بتلبك معوي حاد مما اضطرها لنقله إلى مشفى خاص وعليه بلغت قيمة الفاتورة 200 ألف ليرة سورية ثمن الإقامة لليلة واحدة توزعت ما بين أجرة الغرفة والدواء ومعاينة الطبيب .
في حين قال المواطن (ف ، س ) بأنه دفع مبالغ طائلة ثمن المبيت وإجراء عملية جراحية” تركيب شبكة للقلب” وصلت إلى ١١ مليون ليرة سورية في أحد المشافي الخاصة .
السيدة رحمة قالت إنها دفعت ثمنا لعملية قيصرية أجرتها في إحدى المشافي الخاصة 500 ألف ليرة سورية ليوم واحد .
فيما قالت السيدة درية بأنها دفعت ثمن تحاليل للسكر والضغط والشحوم ما يقارب الـ 15 ألف ليرة سورية .
وقال الشاب أبو عواد بأن معاينة الطبيب باتت تعادل نصف راتب الموظف لافتا إلى أنه دفع 50 ألف ليرة سورية في يوم واحد ثمنا لمعاينة الطبيب وصورة “ايكو للقلب ” ..
الثمانيني أبو احمد من حي الميسر ذكر أنه دفع 50 الف ليرة لقاء تحليلي مالطية وتيفوئيد لأحد المخابر في الحي عدا أجرة الطبيب .
* الأسعار مستويات .
وبرصد للأسعار في المشافي والعيادات الخاصة تبين أنها كانت مرهونة باسم وشهرة الطبيب ومكان تواجدها الجغرافي ونوعية الخدمات المقدمة حيث تباينت في مستوياتها مابين مشافي وعيادات أحياء شعبية و راقية .
وذلك ما أوضحه ( م ، ح ) موظف في أحد المشافي الخاصة ” للجماهير” حيث قال: بأن الأسعار تتباين في مصاريفها وفقا لشهرة الطبيب ومكان تواجد العيادة أو المشفى ونوعية الخدمات المقدمة موضحا بأن ليلة العناية المركزة في مشافي المناطق الشعبية تتراوح مابين 200 و 700ألف ليرة سورية ، فيما الليلة العادية 100 ألف ليرة سورية غير متضمنه الأدوية والمعالجة الطبية، والتحاليل تبدأ من 35 ألف ليرة سورية وترتفع حسب نوع التحليل ، المعاينة الطبية تبدأ من 15 حتى50 ألف وفقا لنوع المرض وخطورته ولشهرة الطبيب ، التصوير الشعاعي يبدأ بـ 30 ألف ليرة سورية ويصل حتى 70 ألف ليرة سورية .
وبالانتقال إلى المشافي والعيادات في الأحياء الراقية تابع الموظف ( م ، ح ) ليؤكد بأن المواطن ( المريض ) يتوجب عليه إذا قرر أن يتعالج في أحد تلك المشافي الخاصة يتوجب عليه أن يكون مستعدا لدفع الضعف وأحيانا ثلاثة أضعاف وخاصة إذا كان المشفى والطبيب” ذائعي الصيت” مبينا بأن أحد الأطباء الذين فضل عدم ذكر اسمه يتقاضى أجر تركيب مفصل 500 ألف ليرة سورية .
* أمل بتأمين صحي .
وأمام تلك الأرقام وهولها بات معظم الناس يكتمون ألمهم خشية الذهاب إلى الطبيب أو المشفى الخاص لأنهم يوقنون مسبقا بأن لا قدرة لهم على تحمل الأعباء المادية المترتبة على تلك الزيارة، وذلك ما بينه أحد المواطنين لافتا إلى أن الأمور وصلت إلى أن الإنسان إذا لم يصل إلى حالة الخطر لايفكر بالمعالجة الطبية الخاصة ليقترح على الجهات المعنية بأن يتم إنشاء صندوق تأمين صحي على غرار التأمين الصحي في الدول الأوربية يستفيد منه جميع المواطنين في سورية ،مضيفا بأن المعالجة الطبية والتكاليف المرتفعة للتحاليل يجب أن تجد الجهات المعنية حلولا لها ،لأنها أنهكت نفوسهم وحرقت جيوبهم “والداء لا يرحم” .
وختاما وبناء على ما تم رصده، لابد لنا أن نثير الكثير من الأسئلة بدءاً من تلمس المساحة الإنسانية ومراعاة ظروف الناس المعيشية إلى دور الجهات الرقابية في كبح جماح فوضى التسعير ووضع ضوابط ولائحة بأسعار الخدمات توضع في لوحة واضحة للمراجعين ، ورقم هاتف للشكاوى ، ووضع الخطط اللازمة لتطبيق التأمين الصحي ليشمل جميع المواطنين في سورية ؟ وصولا إلى رفع سوية القطاع الصحي العام بحيث يضاهي الخاص خدميا وطبياً ؟ .
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام