العالم على صفيح ساخن

بقلم || عبد الكريم عبيد

هذا توصيف مبسط لحال المجتمع الدولي الآن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ….

الشرق الأوسط كرة النار الملتهبة التي تدحرجت إلى باقي الدول جراء استثمار أمريكا والغرب وبعض العرب في ورقة دعم الإرهاب وتمويله وتدريبه وتصديره إلى العالم.

أرادوها ناراً فاكتووا بها وهذا ما حصل فعلاً منذ بداية العام /2011/ عندما صدّروا القتل والدم والإرهاب إلى سورية وجوارها تحت شعاراتٍ براقة … فارتدَّ عليهم إرهابهم وهذا ما أكد عليه الرئيس الأسد في أكثر من لقاء متلفز وحديث صحفي لوسائل إعلامية عربية وأجنبية.

صدّروا الإرهاب إلى سورية فارتدّ عليهم .. انظروا ماذا يحصل في دول الجوار جرّاء سياساتهم الداعمة للإرهاب من غلاء معيشي وتضخم اقتصادي وصعود التيارات اليمينية المتطرّفة إلى عدم الاستقرار ونمو النزاعات الاثنية والطائفية والعرقية.

كما فعلوا في سورية أرادوا أن يطبقوا ذات السيناريو مع روسيا وتحديداً في أوكرانيا باعتبارها الحديقة الخلفية لروسيا وتؤثر بشكل كبير على الأمن القومي الروسي الذي قد يصل إلى زعزعته حيث بادر الناتو إلى إنشاء أكثر من تسع مختبرات بيولوجية على الحدود الروسية الأوكرانية لإطلاق الجراثيم والأوبئة عن طريق طيور أو ما شابه ذلك, وفيروس كورونا غير بعيد عنها والذي اخترق الأمن الصحي العالمي وكاد أن يطيح في اقتصاديات أكبر الدول التي عانت من ركودٍ شديد.

أضف إلى ذلك دخول الناتو على خط الأزمة حيث زاد من سعيرها ودخل طرفاً في هذا الصراع بين روسيا وأوكرانيا وهذا طبيعي عندما نعرف دوافع الناتو بإنشاء قواعد عسكرية مزودة بأسلحة متطورة وأدوات تجسس على كل المفاصل العسكرية والاستراتيجية الروسية.

هذا المشهد استشعره الروس على أنه تهديد مباشر للأمن القومي الروسي من خلال هذه القواعد … وعندما يصرّح وزير خارجية روسيا “سيرغي لافروف” أن روسيا تحارب ليس أوكرانيا بل الغرب بأكمله, وعندما يتزامن هذا مع إعلان الرئيس الروسي تعبئة جزئية تصل إلى ثلاثمئة ألف جندي من الاحتياط الذين يمتلكون خبرات قتالية, هذا يدلل على مدى الخطر الذي يستشعر به القادة الروس في الوقت الذي عمد فيه الغرب وأمريكا لإنشاء جسر جوي لإمداد الأسلحة إلى ساحات القتال لتسعير نار الفتنة التي يكتوي بها الأمريكان والأوروبيون قبل روسيا التي تتحكم في مصادر الطاقة والحبوب والغذاء بالإضافة إلى أن الروبل في أحسن حالاته بسبب الطلب عليه في الأسواق الدولية.

ويعزز هذه الإجراءات الموقف الصيني الداعم لروسيا التي تدفع باتجاه ولادة عالم متعدد الأقطاب.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار