17 بالمئة نسبة تمثيل المرأة الحلبية في مجلس المحافظة … بزيادة 9 بالمئة عن الدور السابق … باحثة اجتماعية : النسبة مازالت ضئيلة وانحصار مهام المرأة على مكاتب محددة

الجماهير || أنطوان بصمه جي

حققت النساء الحلبيات نسبة جيدة من الأصوات في انتخابات مجلس المحافظة وصلت إلى 17% من مجموع الأصوات .

وبعد صدور أسماء المرشحين الفائزين عن مجلس محافظة حلب المكون من 100 مقعد، بحسب التسلسل في كل قطاع، إذ فاز 51 مرشحاً عن القطاع أ (العمال والفلاحيين)  و49 مرشحاً عن الفئة ب (باقي فئات الشعب)، إلا ان اللافت في النتائج هو زيادة نسبة النساء في المجلس فقد فازت 11 مرشحة عن الفئة أ و6 مرشحات عن الفئة ب لتحقق المرأة الحلبية حضوراً في مجلس محافظتها وصلت نسبته إلى 17% بما يؤكد صعود دور المرأة في المجتمع السوري، لا سيما بعدما استضافت محافظة حلب عدة فعاليات حوارية لتفعيل مشاركة النساء كان في مقدمتها الهيئة السورية لتنظيم الأسرة والسكان والاتحاد الوطني لطلبة سورية “أول جار”، وغيرها من الحملات الأهلية والمدنية.

وبالانتقال إلى نتائج مجلس مدينة حلب البالغ عدد مقاعده 50 مقعداً، فاز 26 مرشحاً عن الفئة أ و24 مرشحاً عن الفئة ب ، واستطاعت المرأة الحصول على 4 مقاعد منها 2 في الفئة أ ومثلهما في الفئة ب وبذلك تكون نسبة مشاركة المرأة 2.%

وبمقارنة الإحصائيات مع الدورة السابقة لعام 2018، تشير الأرقام أن المرأة شغلت آنذاك 8 مقاعد من أصل 100 مقعداً في مجلس محافظة حلب بنسبة 8%، موزعة على 6 نساء في قطاع أ و امرأتين عن قطاع ب،  في حين كان عدد المقاعد التي فازت بها في مجلس مدينة حلب 5 نساء من أصل 50 مقعداً، موزعة بين 4 نساء عن قطاع أ، وامرأة وحيدة عن قطاع ب أي بنسبة وصلت إلى 2.5%.

معاون مدير الشؤون الاجتماعية والعمل حسام قره جللي بيّن وجود حملات وطنية لتعزيز مشاركة المرأة بانتخابات مجالس الإدارة المحلية وبالتشارك مع مجموعة من الوزارات المعنية في جميع المحافظات وفي مقدمتها حملة “أنتِ تستطيعين.. أنتِ تستحقين” والتي أطلقتها الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان والتي كان الهدف الرئيسي منها تعزيز وصول المرأة لعضوية المجالس المحلية والتفاعل مع واقع المواطنين لتلبية احتياجاتهم وتفهم مستلزمات التطوير واستهدفت باحثات في قضايا المرأة.

وأضاف قره جللي أن الورشات التدريبية عملت على  شرح المواد القانونية في قانون الإدارة المحلية، وساهمت في التغلب على القيود التي تفرضها الأبعاد الثقافية والاجتماعية وبالتالي اسفرت عن زيادة مشاركة المرأة بشكل أساسي في إدارة مجتمعاتهن من خلال تعميم مفاهيم حقوق المرأة وتعزيز المسؤولية الاجتماعية وتعزيز حضورها في الحياة السياسية من خلال العمل المجتمعي المحلي.

لدورتين متتاليتين استطاعت نادية سراقبي الفوز  بعضوية  مجلس محافظة حلب عن فئة/ أ/ دائرة رابعة، والتي تحمل إجازة في اللغة العربية وباحثة في التراث الحلبي أوضحت أن جوهر ما يهدف إليه قانون الإدارة المحلية هو تحقيق التوازن التنموي بين المناطق من خلال إعطاء الوحدات المحلية الصلاحيات لتطوير مناطقها اقتصادياً وعمرانياً وثقافياً وخدمياً، مشيرة إلى الحضور المحدود لتمثيل المرأة في المجالس المحلية والمكاتب التنفيذية، وكان تدني نسبة المرشحات عنوان المرحلة السابقة وفرص النجاح أمامها أصبحت طفرات فردية، مع بقاء الطموح لحضور أكثر فاعلية والتأسيس لتغيير الصبغة الذكورية على المجالس المحلية.

وتضيف ” سراقبي” أنها شغلت عضو اللجنة الخدمية على مستوى المحافظة في الدورة الماضية، إضافة لمناقشتها مواضيع عدة على مستوى المحافظة منها تعد أساسية كالمخطط التنظيمي، وموضوع الكهرباء وفصل خط المدينة الصناعية عن مدينة حلب أسوة بالمدن الصناعية الأخرى كـ “حسيا وعدرا” لأن المدينة الصناعية هي الدعم الاقتصادي للبلاد، كذلك تم الإشارة لارتفاع أسعار السكن العمالي التابع  للمؤسسة العامة للإسكان، وعملها في اللجنة الفرعية المشكلة من قبل محافظ حلب بما يتعلق بالرقابة التموينية من ضبط مخالفات الأسعار وإغلاق بعض المحال بالشمع الأحمر لانتهاء صلاحية بعض المواد الغذائية.

كذلك لعبت المرأة دوراً هاماً في مرحلة جائحة كورونا من خلال مراقبة عمل الأفران حتى لحظة وصول الرغيف للمواطن، ومراقبة عمليات توزيع المازوت في الأحياء المحررة وسبقها مراقبة توزيع أسطوانات الغاز، مضيفة أن عمل الدورة المقبلة سيترافق بالعمل لينعكس فعلياً على جميع مجالات التنمية الزراعية والصناعية والاقتصادية والتعليمية والحفاظ على فئة الشباب وبناء الأمل بالإنسان.

وتضيف “سراقبي” أن المرأة لعبت دوراً محورياً في فترة الحرب الظالمة على سورية، وأثبتت من خلال الدور الذي أسند إليها قدرتها على التغيير الإيجابي في هذه الفترة، فحضورها اللافت في مختلف جوانب الحياة وإصرارها على الوقوف بجانب الرجل ومساندتها له دليل على كونها عنصراً أساسياً في إحداث عملية التغيير في نهوض المجتمع.

إلا أن النساء لم يكنّ ضحايا بل واجهن مصائرهن بشجاعة، فحافظت كثيرات منهنّ على أسرهن وأطفالهن وخرجن إلى سوق العمل وأصبحنّ معيلات لأسرهنّ، في حين ترنو نظرة أبناء المجتمع الحلبي إلى المحافظة على النسيج المجتمعي وعملهنّ في الإغاثة وتأمين المساعدات الإنسانية لمجتمعاتهن الصغيرة.

و تشير مريانا الحنش عضو مجلس اتحاد الجمعيات الخيرية وباحثة اجتماعية إلى أن نظرة المجتمع للمرأة التي تصل إلى المجالس المحلية على أنها غير قادرة على العمل والإنجاز وأن هذه المواقع حكراً على الرجال فهو يتطلب النزول إلى مواقع العمل في أوقات المساء والتواجد في مختلف المناطق على الرغم من أن القائمة الخاصة بالوحدة الوطنية تستقطب السيدات والتمثيل الشبابي.

وتضيف : أن النساء تتسلم مكاتب محصورة بالثقافة والسياحة أو التعليم، مبينة أن النسبة مازالت ضئيلة بالرغم من ارتفاع نسبة السيدات الفائزات مقارنة بالدورة الماضية لعام 2018، وبينت وجود صعوبة أساسية لنجاح السيدات المستقلات وهي صعوبة حصولهنّ على دعم مادي وأن المجتمع في الريف يفضل الانتخاب للرجال على حساب النساء، متمنية أن تتسلم النساء الفائزات مواقع عمل جديدة حتى تؤمّن مشاركتهن مشاركة حقيقة فاعلة في جميع مراحل عمليات التنمية وصنع السلام وتعمل على تعزيزه واستدامته.

 

بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام

https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار