بعد الحسبة …4500 ليرة يدفعها المواطن ثمن الأمبيرات يومياً لقاء 8 ساعات تشغيل ..؟؟!!

الجماهير ||  محمود جنيد

بعد استراحة محارب من جهد المعاناة والنفخ في قربة الشكوى المقطوعة، عاد المواطن لاستئنافها تحت وطأة التضخم الحاصل في فاتورة الاشتراك بخدمة الأمبيرات التي توارت لفترة خلف جدار الأسعار المرتفع جدا للمواد الغذائية و الاستهلاكية وسواها.

ملف الأمبيرات أصبح عقدة وغصة في حلق المواطن الذي تحاصره الظروف و الملمات من كل الجهات لتخنقه، في حين يبدو صياح معاناته طرباً لمن يستغل حاجاته المعيشية بأبشع الصور، بينما الرقيب يسمع ولا يأبه.

تسعيرة الأمبيرات حسب استطلاع خاص ” للجماهير” تخضع لقانون مزاجية صاحب كل مولدة، وتتراح بين 17 ألفاً إلى 35 ألفاً حسب المنطقة ومدة التشغيل، ففي بعض الأحياء الشرقية التي تصل إليها التغذية الكهربائية، يدفع المواطن 17 ألف ليرة سورية  لقاء مدة تشغيل متواصلة من السادسة مساء حتى الحادية عشرة و النصف ليلاً، بينما في صلاح الدين التسعيرة 17.500 لقاء سبع ساعات تشغيل يومية تتخللها فترات انقطاع عند توفر التغذية الكهربائية ،   وفي حلب الجديدة 32 ألفا و التشغيل لمدة ثماني ساعات، وفي الفرقان و الميدان 24 ألفا، وفي جميع الأحوال دون تعويض لبدل توفر الكهرباء النظامية.

واقع الأمبيرات وحالة الفلتان الحاصلة فيها ومخلفاتها و أضرارها الصحية و البيئية و البصرية، ليست جديدة وهي مستمرة مع وجود أطراف مستفيدة، و تحت ذريعة عدم توفير مخصصات مدعومة من المحروقات للمولدات ومصروف الزيت و الاهتلاكات الأخرى،  في الوقت الذي يدفع فيه المواطن نصف راتبه لتغطية فاتورة أمبير أسبوعي وقس على ذلك، إذ تتضاعف الفاتورة مع زيادة عدد الأمبيرات المشترك فيها، وذلك فضلاً عن التلاعب بقيمة التردد ( الهرتز Hz) و الأضرار الناجمة عن ذلك الأجهزة الكهربائية و الإلكترونية.!

من بين الحلول المقترحة التي ناقشناها مع بعض الأشخاص المتذمرين من واقع الأمبيرات و جشع تجارها، هي الاستغناء عن الأمبيرات و الاعتماد على البطارية و الليدات، نظراً لعدم قدرة الغالبية على أعباء الطاقة البديلة أو المساعدة مثل الألواح الشمسية، فكانت الإجابة بأن ذلك قد يكون صعبا نظراً لعدم الاستقرار في التقنين وواقع الكهرباء، والبطارية يجب تغييرها بشكل دوري، وإنارة الليدات الخافتة تعمي القلوب قبل العيون، حتى أن لها مضار على صحة العين و الجهاز البصري بالنسبة لطلاب شهادات وجامعات، وتأمين الإنارة المناسبة لمتابعة دراستهم بصورة سليمة يعتبر أضعف الإيمان، ناهيك عن المناطق التي لم تصلها الكهرباء النظامية بعد، والأمبير يعتبر ضرورة ملحة.

حاصله ..فإن إخراج ملف الأمبيرات السائب من الإدراج، ومناقشة الحلول العملية لهذه المعضلة، و تشديد الرقابة حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، وننعم باستقرار الكهرباء، بالكيفية التي نتمكن من خلالها بطرد الأمبيرات من حياتنا الملوثة أصلاً.!

 

 

بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام

https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار