مشروع بلووم … يزرع الأمل لتزهر الحياة في نفوس المصابات بمرض السرطان

الجماهير || محمود جنيد

لفتتني شكيمة تلك المحاربة لمرض السرطان ، التي امتشقت سيف الأمل، لتدخل الصراع الوجودي مع شبح الموت؛  منتزعة الورم الخبيث من صدرها الذي كان يوما ما ضِرعا مُصدِّرا لقوت الحياة لثلاثة أبناء، قبل أن يغتاله المرض العضال!

المنعطف الجديد في حياة “شيرين” ورغم الآلام النفسية والجسدية المبرحة والأعباء المادية التي تزيد قهر المعاناة لها ولأسرتها، جعلها أكثر قوة وانفتاحا وكأنها فراشة حائمة تبحث عن رحيق “ترياق”  الاستمرار، بمحرك طاقة إيجابية تبعث الصلابة في أجنحتها المتقصفة، وببحثنا عن سر تلك الطاقة، وجدناه بمشروع “مبادرة بلووم”  الذي يزرع الأمل لتزهر الحياة في نفوس المصابات بمرض السرطان.

صاحبة فكرة المشروع ومديرته  ناديا مامللي، عرفتنا عن نفسها كمحاربة سرطان من فترة تسع سنوات، لمست بعد مداهمة المرض لها مرة أخرى مطلع ٢٠٢٠، و قبل النجاة منه بشكل نهائي، حاجة المصابات بالمرض لبعض المنتجات غير المتوفرة في السوق المحلية، لتنقدح في رأسها فكرة تصنيع تلك المنتجات وسارت بهذا الاتجاه مع زميلتها وشريكتها بشرى الأحمد وهن من خريجات الأدب الانكليزي، ونالت الموافقة على تمويل المشروع لإنتاج تلك المستلزمات من قبل مركز تمكين الشباب التابع للـ UNDP

وأشارت مامللي إلى أن مشروع “بلووم ” ومعناه “يزهر” بالعربية، يضم فريقا مؤلفا من ثماني عشرة سيدة وفتاة بين ناجية ومحاربة لمرض السرطان بشكل عام وغالبيتهن من مرضى سرطان الثدي، و ينقسم إلى شقين، الأول ربحي يرتكز على التمويل الذاتي لعلمية الانتاج وضمان استمرارها من خلال بيع البضاعة المنتجة ومن بينها على سبيل المثال ( بيجاما خاصة بالعمل الجراحي، وسادة لليد، حشوة تجميلية معوضة للعضو أو الثدي المستأصل، طاقية للرأس، إسوارة للمعصم …..)، والثاني خيري مجاني يتضمن الدعم النفسي بالتعاون والتشاركية مع الأمانة السورية للتنمية.

أما خطة المشروع الذي كان من ضمن شروط تمويله وجود مركز له قدمته إدارة مشفى المارتيني، فتقوم حسب مديرته  على أساس الدعم النفسي بجميع أبعاده  لامتصاص وتجاوز الصدمة الأولى،  في الفترة الأشد حساسية وصعوبة  لكل من يتم اكتشاف إصابتها بالآفة الخبيثة، إذ يقدم للمصابات النصح والمشورة المرتكزة على خلفية الخبرة من الإصابة بالمرض، أين يجب أن تتوجه، واي المراكز الطبية  هي الأفضل لتقديم العلاج.

ولفتت مامللي إلى أن مصطلح الدعم النفسي واسع وفضفاض، والمشروع لديه خاصية دعم الأقران، أي المشتركين بصفة معينة من المرض، حسب مبدأ لا أحد يعرف الوجع إلا من عانى منه وكابده، وبالتالي تكون شكوى المعاناة مفهومة تماما بتفاصيلها ( وجع واحد، مخاوف واحدة، وأمل واحد مشترك).

وبالنسبة للخدمات والأنشطة الترفيهية الرديفة التي تقدمها المبادرة، فمنها  جلسات خاصة مع معالجة نفسية، والقيام بنزهات وجولات آخرها كان إلى المدينة القديمة رفقة الأمانة السورية للتنمية.

أما الفعاليات التي شاركت بها المبادرة، فهي المشاركة العام الماضي بشهر التوعية، وإجراء جلسات للمصابات ولذويهن وللنساء المتعافيات، كذلك المشاركة بمعرضين في فندق شيراتون حلب.

 

 

بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام

https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار