الجماهير || عتاب ضويحي
في أيام الفن التشكيلي السنوية وضمن احتفالية فاتح المدرس، أقامت مديرية ثقافة حلب ندوة عن حياة المدرس الفنية وأعماله القصصية والفنية، بمشاركة الفنانين فيصل تركماني و لوسي مقصود، والباحث محمد جمعة حمادة، في صالة تشرين للفنون أمس.
بداية تناول تركماني الحديث عن حياة المدرس الفنية، إذ تعتبر لوحة كفر جنة أولى إبداعات، ونال عليها الجائزة الأولى، ليدرس بعدها الفن في إيطاليا ويتابع الدراسات العليا في فرنسا، وجمعه معرضاً مشتركاً مع الفنان لؤي كيالي في السبعينيات، وكتب عنهما تركماني بمقابلة تحت عنوان “فنانان متناقضان يلتقيان”،واتبع المدرس والحديث لتركماني الأسلوب الواقعي، والفن السريالي،ثم انتقل لأسلوب جديد والحداثة الفنية، فكانت لوحاته تمثل مجموعة من المدارس الفنية الحديثة، كان فناناً نشيطاً، اشتهر برسمه لبيئته المحلية، والبورتريه التعبيري، و بلمسته القوية وألوانه الحيوية الانفعالية.
و تحدثت مقصود عن الجوائز التي حصل عليها المدرس وإنحازاته الأدبية والقصصية، وعلاقته بأمه التي انعكست إيجاباً على أعماله وكيفية تصويره للمرأة ومعاناتها وتكرار شخصية والدته في لوحاته، كما تعلق بالطبيعة، فنان تحسس الجديد وامتلك أناملاً لها خصوصية، وله بين ريشته وألوانه وخطوطه وبين العالم والمتلقي كلام يتجاوز مفهوم البلاغة ماجعله متألقاً حتى بعد وفاته.
وفي الجانب القصصي للمدرس سلط حمادة الضوء على عالم الأديب الروحي العميق، من خلال قراءته لمقتطفات من مجموعته القصصية “عود النعنع “، كما له ديوان شعر باللغة الفرنسية مع شريف خازندار وآخر مع حسين راجي، امتاز بالوضوح في الموقف والمعالجة، وأعطى للطبقة المهمشة دوراً رئيساً في كتاباته، ظهر الخير مطحوناً بالشر، وكان الشر المنتصر دائماً، ركز على حرية الاختيار والعمل والإنتاج، ويلح على استعمال الإنسان لذكائه،، كتب بأسلوب حقيقي متوتر، وجوابه عن كل مايعترضه يتم بروح النكتة، لايصور الطبيعة، الشارع بعين رومانسية إنما يجعل اللغة تملأ المكان ليتشكل بها بدلاً أن تتشكل به، كان المدرس علامة فارقة في الفن والأدب.
تخلل الندوة بعض المداخلات والتساؤلات من الحضور.
تصوير هايك اورفليان