بقلم الشيخ الدكتور ربيع حسن كوكة
الطلاق ظاهرة طالما شكلت خطراً على الحياة الاجتماعية، لكونها تهدم خلية المجتمع الأولى والتي من خلالها تُبنى الحياة ألا وهي الأسرة.
ولعل المٌتتبع لحالات الطلاق في أروقة المحاكم وسجلاتها سيقف على كمٍ هائلٍ وأرقامٍ كبيرة للطلاق وذلك يعود لعدة أسباب أهمها:
اختلال منظومة القيم وعدم احترام هذه الرابطة الإنسانية المقدسة.
وينضم إلى أسباب الطلاق في أيامنا ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية من تردٍ غير مسبوق والتي تمر بها بلدنا نتيجة الحصار الجائر.
وكذلك المشاكل الاجتماعية التي يعانيها الزوجان، نتيجة الزواج المبكر أو التباين الفكري لكلا الزوجين ويتجلى غالباً في زواج القاصرين.
ومن أسباب الطلاق في العقدين الأخيرين استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، الذي جعل كل شيء متاحاً وفتح أبواباً من عدم القناعة عند الزوجين.
ومن أسباب الطلاق أيضاً الخيانة الزوجية، والعنف الأسري، وتدخل الأهل في شؤون الزوجين.
لقد تحول الطلاق خلال السنوات القليلة الماضية إلى ظاهرة تشكل خطراً على المجتمع وتنذر بمشاكل متراكمة في المستقبل القريب.
وللحد من انتشار ظاهرة الطلاق في المجتمع نحتاج إلى جهد كبير وتعاون من جميع الجهات المسؤولة إلى جانب دور التشريعات، ومما يعين على تخفيض أعداد حالات الطلاق:
إصدار قانون يُجَرّم الطلاق خارج المحكمة.
التشديد على أهلية الزواج لكلا الطرفين.
إطلاق حملات توعوية دائمة لتحصين الأسرة وتوعية الشباب بخطأ الفكرة السائدة في المجتمع التي تقول بأن الزواج ضرورة ولا بد أن يتم في سن معينة، حتى وإن كان الطرفان غير مؤهلين نسبياً، لإتمام المهمة المطلوبة مجتمعياً، وهذا الأمر كارثة حقيقية، لأنه مع مرور الوقت يكتشف الطرفان أنهما في مأزق، ويتحول بيت الزوجية إلى مكان إقامة جبري، وتكون النتيجة حياة غير مستقرة وغير سعيدة، وفي كثير من الأحيان تصل التعقيدات إلى مرحلة يصبح الانفصال ضرورة من أجل حياة أكثر استقراراً للمنفصلين وللأطفال.
لا بد أن يكون هناك حملات توعية لأجيال بكاملها بخصوص موضوع الزواج ومسؤولياته ومعايير الاختيار والنضوج الفكري والتوافق النفسي والعاطفي والاستعداد المادي، وغيرها الكثير من الأساسيات التي تضمن حياة مستقرة بعد الزواج.