الوعد المشؤوم

المحامي سمير نجيب

بتاريخ 2 تشرين الثاني قبل مائة وخمسة أعوام اصدر وزير خارجية بريطانية آرثر بلفور وعده برسالة أرسلها إلى اللورد اليهودي روتشيلد يعلن فيها تأييد حكومة الجلالة إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين فكان هذا الإعلان المشؤوم المقدمة الأساسية لنكبة الشعب الفلسطيني التي حلت به عام 1948 وما لحق به من نكبات ومآسي ما زالت آثارها حاضرة حتى اليوم .

وعد بلفور ليس مجرد تصريح أو إعلان لإظهار حسن نية بريطانية وتعاطفها مع اليهود بل أتى في اطار المشروع الاستعماري الذي يستهدف امتنا ومنطقتنا فقد صدر هذا الاعلان أثناء الحرب العالمية الأولى وما سينتج عنها من نتائج لتقاسم المنطقة بين المنتصرين فجاء هذا الوعد لضمان سيطرة المنتصرين على منطقتنا بزرع جسم غريب فيها / كيان عنصري عدواني / وحاجز يمنع وحدتها وليقوم هذا الكيان لاحقا بوظيفته العدوانية اتجاه امتنا لبقائها تحت سيطرة الاستعمار لنهب ثرواتها ومنع اي مقومات للوحدة والقوة والسيادة وقد ساهم المجتمع الدولي الظالم بتنفيذ هذا الوعد حين صادقت عصبة الامم في تموز عام 1922 على صك انتداب بريطانية لفلسطين ومنذ ذلك الوقت بدأت بارتكاب جرائمها بحق الشعب الفلسطيني تمهيدا لتنفيذ وعدها المشؤوم  حتى كانت النكبة  فبريطانية تعتبر المسؤولة المباشرة عن نكبة الشعب الفلسطيني ولا بد من ادانتها ومحاكمتها  ولكن امام صمت المجتمع الدولي المنحاز للكيان الصهيوني لم يجد الشعب الفلسطيني خياراً أمامه إلا التمسك بالمقاومة والاشتباك اليومي مع الاحتلال المستمر منذ اكثر من قرن بمواجهة المشروع الصهيوني الاستعماري العدواني وسيستمر بنضاله حتى هزيمة  الكيان وتحقيق اهدافه بالتحرير والعودة ..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار