ملف الاسبوع غياب للكتاب الجامعي بين الطلبة .. وأوراق النوط والذهبيات وسيلة للنجاح التجاري رغم ارتفاع أسعارها..؟!
الجماهير || أسماء خيرو.
“الوجه المبتسم ” واللايك “” كانتا من أكثر تعبيرات اللغة الرقمية استخداما من معظم طلبة الجامعة خلال استطلاع” للجماهير ” حول مدى اعتمادهم على النوط والمحاضرات والأوراق الذهبية في الدراسة الجامعية كبديل للكتاب الجامعي.
حيث قالت الطالبة/ م ، س / سنة رابعة كيمياء بأن نسبة اعتمادها تقارب الـ 50 % بسبب أن الكتاب جامد لا ألوان فيه ، بينما النوطة تتميز بالألوان الزاهية مبينة بأنها تبتاع النوط بسعر يتراوح مابين 3 و 5 آلاف حتى الـ 7 وفقا للمادة وعدد الصفحات والألوان .
ويعتمد الطالب أحمد بلاني سنة ثالثة كلية الحقوق على تسجيل المحاضرات من الدكتور إذ يرى أنها الحل الأمثل كونها تتضمن المعلومات الأقل والمختصرة والأكثر دقة.
وعلل الطالب علي سليمان سنة ثانية معهد طبي اللجوء للدراسة من الأوراق الذهبية وأسئلة الدورات وخاصة في مادتي الثقافة والعربي لضخامة المنهاج وضيق الوقت واصفا الأوراق الذهبية بالطريقة البسيطة والمضمونة للنجاح.
ولم تخف الطالبة ليلى قباني أدب عربي نسبة اعتمادها التي قاربت الـ 80% كحل بديل للكتاب الجامعي وحضور المحاضرات كونها لا تملك الوقت لأنها مضطرة للعمل والدارسة في آن.
وبدورها الطالبة مها ميرمي قسم الجغرافيا أكدت بأن النوطة تفي بالغرض في بعض المواد ولاسيما المواد المؤتمتة .
وبررت الطالبة لمى قسم فلسفة اعتمادها أحيانا على النوط بالرغم من مطالبة الدكاترة بالكتاب أن النوطة قريبة من الكتاب تتضمن معلومات مبسطة ومفهومة .
- أسباب تعزز ازدهار تجارة الأوراق المختصرة.
وأشارت الدكتورة ندى مواس محاضرة في قسم علم الاجتماع إلى أن من أهم أسباب ازدهار تجارة الأوراق المختصرة الدورات التي تنتشر خارج الحرم الجامعي ، إذ جعلت الطالب يركن إلى العدد الأقل والاحتمالات الأكبر ، وهذا يفضي إلى كارثة لأنه يؤدي إلى تخريج جيل متواضع علميا ومعرفيا .
وطالبت الدكتورة مواس الجهات المعنية في الجامعة بضرورة اتخاذ اجراءات حازمة لمنع تجارة النوط والأوراق الذهبية ، وتوفير الكتاب ، وتجديد مقررات علم الاجتماع كون تاريخ تأليفها يعود لعام 1980 ،وإلزام الطالب بالكتاب الجامعي ، ونسبة دوام معينه ، وإصدار قوانين للحد من استخدام الموبايل ومحاسبة من يتاجر ويبيع النوط للطلبة مشددة على ضرورة إعادة بناء جيل الشباب بتنشيط العمل الثقافي وتكريس العمل التطوعي ما بينهم .
وأحالت الدكتورة روان قاوجي محاضرة في قسم اللغة الفرنسية لجوء الطالب الاعتماد على النوط إلى عدم التزام معظم الطلبة بالدوام في أقسام اللغات حيث لا تتجاوز نسبة الدوام 10% فضلا عن عدم وجود بعض الكتب بسبب أن أعضاء الهيئة التدريسية في قسمي اللغة الفرنسية والإنكليزية محرومين من التأليف.
وبين الدكتور مثقال العاصي محاضر في كلية التاريخ بأن النوط مرفوضة تماما في محاضراته فالكتاب الجامعي هو الأساس ولكنه غير موجود ما يعزز ازدهار سوق الأوراق المختصرة ويتيح لجهات هدفها الربح التجاري لا غير توجيه الطالب نحو النوط والأوراق الذهبية، والدورات خارج الحرم الجامعي مؤكدا بأنه ذهب إلى مكتبة الجامعة وطلب عددا من الكتب ولكن قيل له بأنها غير موجودة حاليا .
* نجاح تجاري .
-الدكتور جميل جمول نائب العميد للشؤون الإدارية والطلابية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بين بأن الكتاب مرجع علمي مهم جدا لتزويد الطالب بمعلومات ومفاهيم وبالتالي يعد مقياس للدرجة المعرفية للطالب .
– وعن اعتماد الطالب على النوط والأوراق الذهبية يضيف بأنه لا يحبذ هذا الأمر ولكنه أصبح واقعا مفروضا في ظل عدم توفر بعض الكتب والتي من أهم أسبابه أزمة الورق والبطء في الطباعة نتيجة ارتفاع التكلفة ، مبينا بأن النوطة والأملية قد توفر النجاح التجاري بمعنى أنها في حالات نادرة تعطي معدل 80%
– وللتخفيف من هذه الظاهرة يشدد الدكتور جمول على ضرورة تعزيز ثقافة الكتاب لدى الطلبة من قبل دكاترة أقسام الكليات وتشجيعه على اقتناء الكتاب والابتعاد عن النوطة قدر الإمكان وترغيبه بالدوام من خلال بناء علاقة ودية مابين الطالب والدكتور مشيرا بأن نسبة الدوام في محاضراته في قسم التاريخ 70% .
-وحول أسعار الكتاب الجامعي ومدى توفره في كلية التاريخ أضاف الدكتور جمول بأن الكتاب الجامعي متوفر بالنسبة لقسم التاريخ ولا تتعدى أسعاره 2000 ليرة سورية ، وعلى سبيل المثال كتاب تاريخ الأندلس ب 650 ليرة سورية ، الحروب الصليبية ب250 ليرة سورية ، نصوص التاريخ بالإنكليزية ب 250 ليرة سورية .
- موضة .
الدكتور فهد فرهود مدير الكتب والمطبوعات في جامعة حلب أوضح بأن الكتاب الجامعي متوفر في الصالات الثلاث التابعة للحرم الجامعي مبينا بأنها تمتاز بتوفير مساحة للطالب ليتصفح الكتاب قبل شرائه ، وإن حصل وكان الكتاب غير متوفر فهذا يعود لتأخر قرار طباعته لا غير .
ولفت الدكتور فرهود إلى أن الاعتماد على النوطة أصبح أشبه بالموضة ناهيك عن أن الطلبة نتيجة عوامل كثيرة يتجهون نحو النوط والأوراق الذهبية ومن أهمها الظروف المعيشية حيث 70 % منهم يعمل لتأمين المصاريف الدراسية وهنا تكون الأوراق الذهبية والنوط الحل الأنسب لهم.
وبين الدكتور فرهود بأن المراكز التي تبيع النوط والأوراق الذهبية تتواجد في جميع الكليات النظرية والعملية ومشروعية تواجدها يعود لنظام الاستثمار في الجامعة ،وهناك جهات مختصة تحدد لهم السعر ولكن لا أحد يلتزم به .
- أسعار مدعومة.
وأشار الدكتور فرهود الى أن المديرية ذات طابع اقتصادي وفقا للقانون 39 وتتبع إداريا لرئاسة الجامعة ومستقلة ماليا ، تتحمل تكاليف طباعة الكتاب الجامعي ، كتاب عضو الهيئة التدريسية ، جائزة ومكافأة التأليف ، 40 نسخة مجانية لعضو الهيئة التدريسية .
ويضيف الدكتور فرهود بأن الكتاب الجامعي يباع في صالات الحرم الجامعي بأسعار مدعومة فأي كتاب لاتتجاوز سعر الصفحة ال10 ليرات سورية إلا إذا كانت هناك صفحات ملونة 15 ليرة سورية وهذا السعر تم تعديله خلال سنة ونصف بالتدريج من ليرة ونصف ، وثلاث ليرات وصولا إلى عشر ليرات سورية، والنسخ التي تم بيعها من الكتاب الجامعي منذ بداية العام الدراسي حتى وقتنا الحالي قاربت الـ /463603 / كتاب بمبلغ / 130/ مليون ليرة سورية .
وأكد الدكتور فرهود إلى أن مديرية المطبوعات كانت تقوم بطباعة 5000 كتاب لكل قسم ولكن نتيجة ظروف منها ( عدم التزام الدكتور بالمقرر، غلاء الطباعة ، التطور العلمي وضرورة تحديث المعلومات ، أزمة الورق ، تم تقليل الكمية إلى طباعة 500 كتاب لكل اختصاص وتقليل عدد صفحات الكتاب بناء على قرار من مجلس التعليم العالي الذي صدر عام 2021 ، تم تخصيص لكل مادة ساعة نظرية 100صفحة وعملية 50 صفحة بمعنى أن الكتاب لايتجاوز الـ 200 صفحة أو 400 صفحة وفقا للساعات العملية والنظرية .
- منصة الكترونية .
ولفت الدكتور فرهود في ختام حديثه إلى أنه باتجاه تنفيذ اقتراح إحداث “منصة الكترونية” لبيع الكتاب الجامعي عبر الانترنت بأسعار معقولة وهذا المقترح سيسهم في الحد من استحكام تجار النوط فضلا عن التقليل من خسائر مديرية المطبوعات التي قاربت الـ 70 % .
ودعا الدكتور فرهود أعضاء الهيئة التدريسية في جميع الكليات إلى ضرورة جذب الطالب الى الكتاب الجامعي لإبعاده من الاعتماد على الملخصات والنوط التي تحوي معظمها أخطاء علمية وبالتالي تؤدي إلى تخريج طلبة ضعفاء علميا .