آن لك أن ترتاحي يا شام ..!

محمود جنيد

عادت شام إلى قواعدها ومسقط رأسها حلب الشهباء، ظافرة مظفرة مرفوعة الرأس والهامة، محظية بالمجد الذي حققته، واستقبلت استقبال الفاتحين بالحفاوة المتوقعة من الفعاليات الرسمية، و أبناء حلب، والكوادر التربوية والأصدقاء في المؤسسة التعليمية.

ما حصل مع شام وكأنه حدث أسطوري،  طفلة تتحول إلى ملاك مُلهِم يطير بأجنحة القراءة، حدث كان له وقعه وموقعه في  جميع المجالات الثقافية والتربوية والاجتماعية والإعلامية والرياضية وحتى السياسية، وكل حاول تفسير هذه الظاهرة الفطرية وكيف خطفت قلوب الناس، وضوء الشمس وبهاء القمر وعانقت المدى، وهي لم تتجاوز السبع سنوات.؟

وبعد ..فقد آن لشام التي ملأت الدنيا وشغلت الناس،  أن تخلد للراحة بعد رحلتها الأسطورية، وقد تعبت وصرحت بذلك.. تعبت من الأضواء والتنقل دون فواصل من شاشة لشاشة ومن إذاعة لإذاعة، من تصريح، للقاء إلى جلسة تصوير، والكل استثمر لها وبها؛  ٱن لها أن تعود لفطرتها، لطفولتها، لدُماها، لباحة مدرستها.. لصديقاتها،  لإيقاع حياتها الطبيعية البعيدة عن الضوضاء، والأضواء المبهرة التي قد تشوش الرؤيا وتعرقل المسير!

ولأننا نعلم بأن الزيادة مثل النقصان،  وأن لكل شيء إذا ما تم نقصان، فإننا قلنا منذ لحظة إعلان فوز شام ملهمة الجيل، بالتحدي الكبير الذي كانت “قده وقدود”؛  بأن قصتها بدأت الآن، وأمامها مشوار طويل لتسلكه يكون الكتاب رفيقها فيه ومؤنسها ووقودها،  وخطوات حثيثة دؤوبة تسير بها على طريق المستقبل المأمول.

واخيرا وليس آخرا كما يقال،  وإذ نعترف بأن الجميع زاد واستطرد بسيرة شام، فإنه ليس ذنبنا بأننا تعلقنا بـها كغريق تتلاطمه امواج الحياة العاتية في قلب العاصفة الهائجة، وكل منا يمسك بتلابيبها من طرف، وكأنها المبروك المخلص ومنبع النور والنجاة في آخر النفق المظلم!

قرأنا فصولا منها ومازلنا على نفس النهم والشغف للمتابعة، نبحث عن السر الكامن خلف هذه الظاهرة التي ألهمت شعبا بل شعوبا وخطفت قلوب العرب وليس السوريين فقط، وكأنها صرعت ذا اللب منهم حتى لا حراك به وهي أضعف خلق الله أركانا، وأصبحت ” تريند” بلا نهاية.!!

 

بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام

https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار