ملف_الاسبوع الذبح_العشوائي لأنثى العواس : 800 رأس يومياً بحلب بما يعادل /1/طن و 200كيلو ..وأضخم المذابـ.ـح في جبرين وقارلق .!!
الجماهير || وسام العلاش
يلعب السعر دوراً هاماً في المزيج التسويقي لأي سلعة، كما أن له دوراً مفصلياً في الحملات الترويجية للسلع كونه يشكل أحد أهم عوامل الجذب للزبائن وهذا ما يمكن أن نلاحظه في ترويج العديد من السلع الغذائية أو غيرها، إلا أن تصل هذه الميزة الترويجية لمنتج غذائي كاللحوم وخاصة في وقتنا الراهن فهذا يضع العديد من إشارات الاستفهام أمام هذه الحالة التي تستدعي بحثاً في مضامينها.
وتعتبر اللحوم حالياً من السلع الغذائية مرتفعة الثمن نظراً لارتفاع تكاليف تربية المواشي كما يقول مربو المواشي، إضافة إلى كلف إضافية كالنقل وغيرها، إلا أن الأسواق تغص بمحال تعرض لحوماً بأسعار أقل من السعر الرسمي ونجد إقبالاً عليها، ويجيبنا أحد المشترين من تلك المحال بأن اللحوم هنا رخيصة الثمن مقارنة مع غيرها وأنه تأكد من صلاحيتها للاستهلاك من لونها.
وتضيف إحدى السيدات بأنها تذهب لمناطق يتم فيها ذبح القطيع ويقوم الجزار بتجهيز طلبها من اللحم أمامها ، مؤكدة أنه أرخص ثمناً من شرائه في المحال المخصصة لبيع اللحوم.
ذبح عشوائي
ففي حلب تتم عمليات الذبح العشوائي في عدة مناطق منها (قارلق -جبرين) والتي تفتقر للظروف الصحية حيث يباع لحم الخروف بدون دمغة بحسب ما أكدت مصادر خاصة “للجماهير” مبينة أن مستهلكي اللحوم من تلك المناطق يضطرون لشراء المادة من المذابح العشوائية بسبب ضعف القدرة الشرائية وارتفاع أسعار اللحوم بشكل عام ، كما يضطر تاجر الأغنام إلى الذبح العشوائي لعدم توفر العلف فلا يستطيع تربية الأغنام حيث يقوم ببيع قطيعه خوفاً من الخسارة علماً أن الخاروف الواحد يكلف /8000/ من مصروف العلف يومياً بحسب المصدر ناهيك عن أجور تكلفة تربيته.
- 800 رأس يومياً للذبح:
بدأت ظاهرة الذبح العشوائي مع ارتفاع أسعار اللحوم بحسب ماذكر المصدر ومع ازدياد منافسة تجار اللحوم بين بعضهم حيث وصلت عدد رؤوس الذبح العشوائي 800 رأس يومياً وفي سنوات ماضية بلغت2000رأس، كما تستهلك مدينة حلب من اللحوم في المذبح العشوائي/1/طن و 200كيلو في اليوم لأنثى العواس و/1/ طن 50و 50كيلو يومياً للحم العجل.
- واقع سوق اللحوم وصعوبات المهنة:
وبحسب رئيس الجمعية الحرفية للحامين بحلب محمد رياض جمال تعتبر حلب المستهلك الأول في جميع المحافظات للحوم الحمراء بالرغم من ضعف القدرة الشرائية وغلاء اللحوم إلا أن الشراء مازال مستمراً، كاشفاً أن استهلاك مدينة حلب 1500 كيلو للغنم العواس و600 كيلو للعجل يومياً.
ويردف جمال أن تكلفة كيلو الكباب اليوم تتراوح بين 35-38 ألف فيما يتراوح عدد رؤوس الأغنام التي يتم ذبحها في المذبح الفني يومياً 75 رأساً بينما كان 5000 رأس في السنوات الماضية ، موضحاً أن عدد المنتسبين للجمعية يبلغ 250 حرفياً من اللحامين من أصل 2500 محال في حلب المدينة
صعوبات ومطالب:
صعوبات كثيرة تعترض العمل كما يقول جمال: إن صعوبة نقل اللحوم تؤثر على جودة سير العمل والأسعار كون أغلبية القطيع يأتي من الريف ومن باقي المحافظات وهذا ما يترتب تكلفة عالية في آلية نقل اللحوم، مما يؤثر على أسعار المنتج ناهيك عن التفاوت في الأسعار بين الريف والمدينة والذي يلعب عامل النقل في تحديد السعر.
ونوه جمال إلى انتشار ظاهرة الذبح العشوائي التي تؤثر على جودة اللحم كونه يأتي أكثره من انثى العواس وهذا يخالف مهنة اللحامين ويؤثر سلبياً على المهنة، موضحاً أنه تم الطلب من قبل الجمعية الحرفية مجلس المحافظة تفعيل ذبح انثى العواس غير الصالحة للإنجاب ضمن الشروط الصحية داخل المذبح الفني وبإشراف اخصائيين بيطرين.
ويشير جمال إلى أنه للحد من ظاهرة الذبح العشوائي في منطقة قارلق يجب تفعيل صالة قاضي عسكر والاستغناء عن كل ما يخالف العمل سواء قانونياً أو صحياً، إضافة إلى تفعيل دور الرقابة الصحية في الريف كونه يشكل عبئاً من ناحية الانتظام في ممارسة المهنة .
1509ضبطاً منها 68للحوم و 160كيلو لحم غنم غير صالح
يؤكد مدير الشؤون الصحة بحلب الدكتور زاخر حكيم إلى أن دوريات المديرية تقوم بجولات ميدانية في أحياء مدينة حلب وبشكل يومي على المحلات الغذائية بكافة أنواعها ” مطاعم – بائعي اللحوم – الحلويات – المعجنات ” بحيث تتم مطالبة أصحاب ومستثمري تلك المحال بالتقيد بالشروط الصحية حفاظاً على صحة المواطن، مضيفاً بأنه عندما يتم لحظ مخالفة يتم تسطير الضبط اللازم وإغلاق المحل بحسب نوع المخالفة، إضافة إلى مراقبة المحل للتأكد من صلاحية للاستهلاك البشري وفق القرارات الصادرة عن المكتب التنفيذي لمجلس مدينة حلب، مبيناً أن عدد الضبوط المنفذة خلال العام الحالي حتى اليوم بلغ 1509 ضبط منها 68ضبط لمادة اللحوم الحمراء والبيضاء وتتضمن 920 كيلو لحم غنم أنثى العواس و 72 كيلو لحم أبقار بدون دمغة وصالح للاستهلاك و160 كيلو لحم أنثى العواس غير صالح للاستهلاك البشري .
وفيما يتعلق بالذبح العشوائي يشير الدكتور حكيم إلى أن العمل يتم وفق القانون المالي الصادر بالمرسوم 37 لعام 2021 وقرار مجلس مدينة حلب رقم 23، مضيفاً بأن اللحوم إذا كانت غير صالحة للاستهلاك البشري يتم تغريم المخالف بـ 200 ألف ليرة عن كل رأس غنم و500 ألف ليرة لكل رأس عجل أو بقر أو جمل ويتم إتلاف اللحوم بعلم الجهات المختصة مع إغلاق المحل 7 أيام في حال المخالفة الأولى ولمدة 15 يوماً للمرة الثانية وفي حال تكرار المخالفة للمرة الثالثة يتم إلغاء الترخيص ، مؤكداً أن الإغلاق في هذه الحالات لا يستبدل بالغرامة.
ويرى الدكتور حكيم أن يتم تنظيم عمل من يمارس مهنة بيع اللحوم في قارلق بتحويلهم لأماكن أخرى وأن يتم تحويل المنطقة كونها ضمن المدينة القديمة إلى سوق تراثي شعبي يعكس الهوية الحضارية للحي كباقي أحياء حلب التراثية.
ضعف القدرة الشرائية للمواطن يسهم في انتعاش هذه الظاهرة أو غيرها من الظواهر التي قد يتم إغفالها إلا أنها قد تتسبب بكارثة صحية في وقت ما، وبالرغم من معرفة المواطن بهذه الحالة إلا أنه يستمر بالتسوق من الأماكن الأرخص سعراً، ومع ذلك تبقى اللحمة بعيدة عن متناول ذوي الدخل المحدود سواء أكانت مرخصة أو لا، فالحل الأمثل يكون بتعزيز القدرة الشرائية والحالة الاقتصادية للمواطن.