الجماهير || عتاب ضويحي
انطلقت فعاليات مهرجان شكيب الجابري للإبداع الروائي دورة الأديب نادر السباعي، الذي تقيمه مديرية ثقافة حلب بدورته الثالثة، في صالة تشرين أمس.
وأوضح جابر الساجور مدير الثقافة أن المديرية تسعى من خلال المهرجان الإضاءة على إبداعات السباعي الثقافية والبصمة الأدبية التي تركها للوطن وأغنت المكتبة العربية، وبالتالي تعريف الأجيال بأعلام هامة ذات أرث حضاري وفكري، ما يسهم في نقل تراث وثقافة وفكر أمتنا العريقة من جيل لآخر.
وتناول الدكتور فايز الداية الحديث عن رواية السباعي “السبع الأشهب” من حيث إلقاء نظرة نقدية تتناول الماضي والحاضر في مداخلات أسلوبية جميلة، حاول السباعي أن يجدد ويطور في طريق السرد الروائي، بما يتماهى بشيء من ألف ليلة وليلة، وتحمل الرواية دلالات عديدة، وأشار الداية ألى أن قراءة بعض من أعمال السباعي أو أي شخصية أدبية إنما هو إعادة لهم للساحة، والاحتفال بهم كإنجاز من إنجازات الوطن.
في سياق متصل ركز نذير جعفر رئيس اتحاد الكتاب العرب فرع حلب على التقنيات الفنية لمجموعة السباعي القصصية “حبل المساكين” والمميزات التي تخص السباعي كقاص، استطاع أن يلتقط أبرز ما في مجتمعه الحلبي من مشكلات إنسانية ومعاناة وقضايا من الماضي والحاضر، مبرزاً كل ما قدمه السباعي من حيث الأسلوب، المضامين، الشخصيات، المكان والزمان.
في حين تطرق الباحث محمد جمعة حمادة للمهمشين في قصص السباعي،مقدماً فيها زوايا رؤية يقظة واعية لها وظيفتها بصورة مدروسة دون أن تؤدي إلى استطراد أو ترهل، عبر حوار مكثف وشخصيات منتقاة من البيئة نفسها، والقارئ يستطيع أن يدرك مدى اهتمام السباعي بتطويع تجاربه بهدف تناول حالات إنسانية، معيداً الاعتبار لمفهوم الناس والقصة الذي يجعل من هموم الناس نقدا” بوصفه معرفة وليس لغواً.
أما الدكتورة أمينة الحمد سلطت الضوء على العوالم القصصية في مجموعة “الغابة النائمة ” وما تتحدث عنه من قضايا اجتماعية كالفقر والحرمان والتفاوت الطبقي وتفكك العلاقات الأسرية ونفسية خاصة بمدينة حلب، والمدن المشابهة لها في نفس العادات والتقاليد، إضافة لقضايا المرأة وما تعانيه من حرمان عاطفي وكبت.
واعتبرت سهى نادر السباعي الراحل أن الاحتفال بأعمال والدها ودراستها من حيث الأسلوب والمضامين والأفكار، تكريماً كبيراً لأديب حمل هموم الناس أمانة، وسعى جاهداً لتسليط الضوء عليها.
يذكر أن الأديب السباعي ولد عام 1941، درس بحلب وعمل في تدريس الفلسفة وعلم الاجتماع بمدارسها، له مجموعات قصصية “أقنعة من زجاج، نجوم بلا ضياء، حبل المساكين، الغابة النائمة” ومن رواياته السبع الأشهب نالت جائزة الشارقة للإبداع العربي، إضافة لدراساته النقدية ومشاركاته الأدبية والفكرية،رحل في العام 2009 تاركاً العديد من الأعمال غير المنشورة.
ويختتم المهرجان فعالياته اليوم بجلسات وقراءات نقدية لأعمال الأديب الراحل بصالة تشرين.
تصوير – هايك أورفليان