قصة “المعبر ” للكاتب رافع العدل تفوز بالمرتبة الأولى في مسابقة ( ذكرى تحرير حلب )

الجماهير  || أسماء خيرو

من النتائج الهامة التي أسفرت عنها مسابقة ” ذكرى تحرير حلب ”  هذا العام والتي أقامتها مديرية الثقافة بالتعاون مع القنصلية العامة للجمهورية الإسـ.ـلامية الإيـ.ـرانية بحلب ، تسليط الضوء على مواهب أدبية وفكرية وفنية من مختلف الشرائح العمرية من مدينة حلب.

« الجماهير » وقفت مع الفائز الأول في مجال القصة القصيرة الكاتب رافع العدل .

-استخلص ثقافته الواسعة نتيجة لصدقه في البحث عن الحقيقة بين طوايا الأسفار المُنوَّعة ؛ وخبايا الأوراق المُقَنَّعَة ، وهدايا التجارِب المُوَزَّعة ،واستطاع أن يكون صديقاً للحقيقة ، كما تكيَّف مع ضرورة التعامل مع الواقع وآثاره ، وفَهِمَ الحاجة للتدَبُّر في المادة الفكرية ؛ اقتناعاً منه بأن ( لا خير في قراءة ليس فيها تَدَبُّر ) .

– في قصته” المعبر” التي فازت بالمرتبة الأولى في مجال القصة القصيرة ، قدم تجربته الذاتية راسما شخصياته على أرضية واقعية، وكي تكون حياتهم حقيقة لا يمكن نسيانها جمع المشاكل الاجتماعية ومصائر الأفراد فيها وأغناها بالصور الأدبية والاجتماعية والسيكولوجية مشكلا قطعة أدبية بالإمكان اعتبارها سجلا توثيقيا للتاريخ حول” المعبر “.

لقد أضفى من إحساسه الخاص إحساسا مضاعفا تجاه الأحداث ليجعل القارئ يعيش في جو درامي مأساوي عنيف مقدما تجربة صادقة صادرة عن إحساس مرهف وفكر منظم وموهبة أدبية أصيلة تثير في النفس الإنسانية مشاعر وأحاسيس لاتنسى مدى العمر .

 

* مستوحاة من آلام مدينة .

يقول الكاتب العدل : لن أقول كتبت هذه القصة لأنها هي التي كتبتني فقد انبثقت سطورها من صميم الآلام التي عاشتها مدينة حلب ، المدينة التي نسكن قلبها وتسكن هي في قلوبنا ،أثناء الحرب الشعواء  الآثمة  التي شنت على وجودنا وقيمنا وعلى هويتنا ، حاولت أن أوثق في قصتي هذه المشاهد التي فرضتها ظروف الحرب ،وحاولت أن أكون أمينا في نقل المشهدية المعقدة التي صنعت الحدث وأحاطت به وتحريت لسان صدق يحمل مشاعري، ولم أعرض بضاعتي الأدبية هذه وفقا لموقفي الخاص مما يجري من أحداث ، لأني أجد لزاما على الكاتب أن يسعى للتحرر والانعتاق من العوامل الذاتية التي يمكن أن تحول بينه وبين الحيادية والإنصاف ،صحيح أن الحيادية أمر شائك لا يمكن تحقيقه فهو مرتهن بصفحات ذاكرة كتبت خلال حياة طويلة مرتبط بمخزون فكري تفرضه المراحل التي يمر بها كل منا ، ولكن الذي يمكن الالتزام به إلى حد معقول هو الإنصاف ، الإنصاف بعرضه للأحداث والمشاعر وترك الحكم للقارئ أو المستمع، والوجدان القابل .

 

* لقطات من حزن إنسان.

وبين الكاتب العدل بأن قلمه أراد من هذه القصة أن يكون كعدسة تنقل لقطات حزن إنساني يتدفق على ثغر الوطن الذي توقف عن البسمات ، كما أراد أن يكون جهازا يقيس شدة الرياح التي عصفت على حلاوة الأمان ، على عيون الحسان ، على هناء الحياة .كما أراد قلمه أن يتخطى وجهة نظر البوح بهوية اللامعقول  الذي كان طابعا لما يجري من استخفاف بكرامة الجموع وحرارة الدموع واكتفى بالكشف عن رائحة جسده الكريهة و ملابسه الرقيقة التي لا تستر عوراته القبيحة ،لينتهي به المقام إلى حيث أراد قلمه، ليهدينا من خلاصات فلسفته المؤمنة الخاشعة ، و تسبيحاته السرمدية، فأنشد بصريرة ترانيم التوسل لله جل جلاله حينما وصل لوصف عبور الروح نحو الكرم الإلهي والرحمة الواسعة .

 

* الكاتب في سطور .

الكاتب العدل حائز على إجازة في العلوم الشرعية وإجازة في العلوم الموسيقية ، نال العديد من الجوائز عن أبحاث قرآنية ، حصل على شهادة فخرية من معهد حلب للموسيقا في العزف المنفرد ،متخصص في العزف على آلتي العود والقانون ، لديه عدة ألبومات موسيقية في العزف المنفرد ، ومثل سورية في العزف على آلة القانون ، كما لديه العديد من النتاجات الأدبية في مجالات القصة والشعر والدراسات الثقافية ، كتب العديد من المقالات الأدبية والسياسية والاجتماعية والتراثية ، وشارك في أكثر من مائة فعالية ثقافية ،  ولديه العديد من المشاركات الخطابية في المهرجانات الوطنية ،كما شارك في العديد من فعاليات مديرية الثقافة ومنها ( مهرجان حلب حلب مدينة مبدعة ، حلب عاصمة الثقافة السورية ) ، وأقام العديد من الدورات التدريبية  في الإعلام ، -التخطيط الإستراتيجي ،” الصولفيج الموسيقي ” والفوكاليز ، في صناعة الأدب – وتم تكريمه في مهرجان الأدباء الشباب عن قصيدته” نعيم الروح “من مديرية الثقافة في حلب، كما حاز على درع مؤسسة الثقلين للثقافة .

 

بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام

https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار