الجماهير|| محمود جنيد
تركت أم محمد لزوجها مهمة تأمين هروب أولادهم الخمسة من مصير انهيار منزلهم الكائن في الطابق الرابع لبناء يقع ضمن منطقة العشوائيات في حي صلاح الدين ( شارع جامع خالد بن الوليد)، لتتكفل هي بإنقاذ ما اكتنزته في أحشائها، وكان الابن الذكر السادس الذي ولد قبل أوانه بسبب الذعر الذي حرك ٱلام مخاضها في اليوم الثاني بعد كارثة الزلزال؛ وكأن “عدي” وهو اسم المولود الذي لقبه جوار مركز الإيواء في ملعب الحمدانية بـ” زلزال” ، أراد أن يخرج إلى الدنيا ليقول بأن من رحم الكارثة تولد حياة جديدة.
ويؤكد الزوج عبدو خالد المرعي، بأنه شعر بأهوال يوم القيامة، الناس يصدرون حفاة أشتاتاً مرعوبين من هول المصاب الجلل الذي داهمهم على حين غرة، بينما مر في طريق نزوحه مع زوجته وأولاده الخمسة إلى مكان ٱمن، ببناء منهار، ولم يصدق بأن العائلة نجت بلطف الله وعونه من الكارثة، مضيفا بأن رب العالمين كتب لهم عمراً جديدًا، ومَنَّ عليهم بـعنوان حياة جديدة؛ ابنهم السادس ” عدي”.
أم محمد كانت محاطة برعاية من حولها، مؤكدة بأن كل احتياجاتها والمولود الجديد، امنتها لهم إدارة مركز الإيواء عن طريق المبادرات الاغاثية التي تتوارد إلى ملعب الحمدانية، وتمنت أن تلوذ وأسرتها ببيتها الذي لا تعرف ماذا حل به من أضرار جراء الزلزال.