الجماهير|| محمود جنيد
تلقى المغترب الحلبي فادي دعدوع من أقاربه خبر وقوع الزلزال المدمر في مدينته وانهيار البناء الذي تقطن فيه أمه وشقيقه وعائلته المؤلفة من أربعة أشخاص؛ وكان قبلها تابع من خلال نشرات الأخبار و ووسائل التواصل الاجتماعي عواجل عن الكارثة الزلزال التي ألمت بسورية وتركيا..
ويروي فادي ” للجماهير” بأنه أدرك عند وصوله إلى حلب قادما من المملكة العربية السعودية، بعد غياب، بأن ما وصله من أقاربه ليس سوى تمهيد، لنبأ الفاجعة الصاعق!! : والدته (٧٠) عاما وشقيقه( ٣١ )عاما وابنتيه (٧ و ١٠ ) أعوام، قضوا تحت الأنقاض وتم انتشالهم تباعا، واستلام جثامينهم من أماكن مختلفة ( الطبابة الشىرعية، مشفى حلب الجامعي)، باستثناء زوجة شقيقه ( ٣٠ عاما) التي لم يعثر على جثمانها تحت أنقاض البناء الهش في حي صلاح الدين، رغم الجهود الكبيرة التي بذلت على مدار أربعة أيام، وتدخلت فيها فرق إنقاذ من الصين والحشد الشعبي العراقي، إضافة للدفاع المدني السوري.!
وبعد ترجح إمكانية انتشال جثمان زوجة أخيه المفقود من تحت ركام المبنى خلال عمليات انتشال بقية الضحايا في وقت سابق، اعتقد فادي باحتمالية وجود الجثمان الذي لم يعثر عليه في المشافي وغيرها، بين الجثامين المطموسة الهوية والملامح و المعالم جراء وأحدها مفصول الجسد عن الرأس كما شاهد خلال عملية البحث عن جثمان زوجة شقيقه، وبالتالي سيكون الأمل الاخير بفحص الDNA.
أما رسالة الشاب الذي فقد خمسة من اعزائه جراء الزلزال المدمر، بعد أن احتسبهم عند الله وفوض أمره إليه راضيا بقضائه، فهي مراعاة الله والضمير من قبل تجار البناء والمسؤولين عن هذا المفصل الحيوي المهم، لدى تشييد الابنية أو إعطاء الرخص ومراقبة التنفيذ ضمن الشروط الهندسية الإنشائية الصحيحة، عكس ما ظهر عليه حال البناء المنهار وما خلفه من ضحايا ومثيلاته.
وثمّن فادي نهاية حديثه، تلك الروح الإنسانية التعاضدية التراحمية المرهفة لأبناء سورية وحلب، وكأنهم بنيان مرصوص، جسد واحد يشد ازر بعضه بعضا بتجاوز المحنة وتخطي آثار النكبة.