الجماهير- بيانكا ماضيّة
مازلت أحاول الصراخ، فأنا عالقة بين هذه الجدران التي سقطت علينا، كنا نياماً وأفقنا على ارتجاج لايحتمل، كان البيت كله يهتز بنا، وإذ به يهوي فوق رؤوسنا..
أتطلع الآن إلى ماحولي فأجد حطاماً متراكماً، هاهي حقيبتي المدرسيّة التي جهزتها أمس للذهاب باكراً إلى المدرسة، والكتب مبعثرة حولها، أحاول التحرّك فلا أستطيع، جسمي محصور بكامله، أشعر بدوار وغثيان، أين أخي؟ أين أبي وأمي؟!
أسمع صوتاً بعيداً في الخارج ينادي باسمي، أحاول الصراخ فلا أستطيع، أين صوتي؟! ماذا أفعل؟ كيف أدلّهم على مكان وجودي، ليس هناك سوى بصيص ضوء يأتي من الخارج، أحاول الصراخ مرة أخرى، ولكن صوتي غاب، تحطّم، تناثر كما تناثرت هذه الأحجار..
هناك مايضغط على صدري، أحاول التنفس فتؤلمني أضلاعي، هل سأموت هنا بين الجدران المتحطمة؟ تنهمر دموعي بصمت، لا لن أموت هنا، أريد العيش مع أبي وأمي وأخي، أين هم الآن؟! هل هم عالقون مثلي أم خرجوا؟! يا الله دلّهم على مكاني، أنت وحدك من يستطيع إنقاذي، يا الله، ألا تسمع ندائي؟!
هأنا أستسلم الآن بعد محاولات عديدة للصراخ، أغمض عيني، وأنا متأكدة من أن هناك يداً ستمتد لإنقاذي!.
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام