الجماهير || محمود جنيد
أقنعت ( سَكَرَة) زوجها بأن يبيع كل ما يملكه في مدينة البوكمال، والانتقال إلى مدينة حلب بهدف تأمين ظروف دراسية مناسبة
للأولاد وإيصالهم لأعلى الشهادات.
وسارت الأمور بصورة طبيعية كما اشتهى الوالدان لمدة ثماني سنوات، قبل أن تقع كارثة الزلزال في السادس من شباط الجاري الأسود، بغياب الأب المتواجد في مسقط رأسه دير الزور( البوكمال) للعمل.
تشعر الأم (سكرة عواد العيسى) بأن البناء الكائن في مساكن الفردوس والمؤلف من ستة طوابق، يتضعضع جراء هزة قوية مرعبة غير معتادة، وتبين بأنها زلزال مدمر تداعى معه البناء وبدأ بالسقوط، لتقوم الأم كما تروي “للجماهير” بحماية ولديها حمزة الصغير وأريام بجسدها الذي علاه الركام باكية شاكية أمرها لله وداعية بأن لا تتركهما لمصير اليتم، في الوقت الذي وصل فيه الابن البكر يحمل الخبز من الفرن، ويعلو صراخه الناحب ظنا منه بأنه فقد أمه وإخوته، لتطمئنه الوالدة من تحت الأنقاض بأنفاس متقطعة، بأن الجميع مازالوا أحياء وتطلب منه أن يهرع لاستنجاد الناس.
وتكشف “سكرة” بأنها كانت تحمل في رحمها توأماً ذكراً، خسرته جراء السقطة القوية التي أدت لتمزق بطنها، واختراق الحديد لرجليها، واصطدام رأسها وتضرره، ورغم ذلك صمدت وتأذت بشدة لحماية ولديها، لكن ذلك لم يمنع من إصابة الابنة بكسر في الرجل اليسرى، قبل أن تأتي النجدة وتنقذ العائلة بعد ساعة من تحت الردم.
وأوضح الزوج احمد رمضان العيسى، بأن زوجته التي أنقذت ولديها من الموت المحتم، خضعت لعدة عمليات جراحية، لتنظيف البطن، والاصابات والكسور المختلفة التي تعرضت في ظهرها ورجليها ورأسها، ومازالت في طور العناية.
وأوضح الزوج، بأن وضع الأسرة حاليا صعب جدا، بسبب ماجرى وتداعياته التي خسرت معها شقاء العمر، إذ تحول منزلهم إلى حطام، وضاعت مدخراتهم من الذهب ومصاغ تحت الركام، ولم يتبقى لهم من حطام الدنيا سوى رحمة الله.
سكرة ..تجهش متحسرة، وتشير كما قدمنا إلى أنها من أقنعت الزوج بالانتقال إلى حلب ..وتحمد الله على نجاة الجميع رغم مصابها.
قد يعجبك ايضا