الجماهير || أنطوان بصمه جي
أعمال عديدة نفذها عناصر فوج إطفاء حلب من إطفاء حرائق، إنقاذ أحياء، انتشال ضحايا، تسليم أمانات، شمروا عن سواعدهم منذ اللحظات الأولى وتوجهوا إلى الأحياء المنكوبة. جهود جبارة رغم الكثافة السكانية في المباني المنهارة إلا أن عناصر فوج إطفاء حلب التزموا بشعارهم وتفانيهم بعملهم وأمانتهم جعلتهم يعكسون القيم النبيلة واكتسابهم محبة واحترام أهالي حلب إلى جانب علاقات صداقة جمعتهم بأفواج الإنقاذ العربية المساعدة.
وأوضح الإطفائي خالد مقرش من عناصر فوج إطفاء حلب مركز المعري أن الثواني الأولى بعد ضرب الزلزال المدمر بتاريخ 6 شباط والذي يعد شديد القوة، رُفعت جاهزية الفوج للحالات القصوى لالتحاق جميع العناصر بمراكزهم، مضيفاً أن التوقيت كان حرجاً بالنسبة لعناصر الإطفاء بعد إبلاغنا عن طريق غرفة العمليات بتوجهنا إلى حي المشارقة نتيجة هبوط مبنيين سكنيين وتم توجيه نجدة إطفاء السليمانية إلى مكان الحادث وتوجهت بشكل مباشر من منزلي إلى حي المشارقة للمشاركة في فرقة الإنقاذ لانتشال الأحياء.
ويتابع الإطفائي مقرش توجهت من منزلي لمكان الحدث وكانت المفاجأة بوجود حريق في الطابقين السفليين إضافة لانهيار المبنى الأمر الذي جعل العمل مزدوج وهي كانت المرة الأولى في حياتي المهنية إطفاء حريق بوجود عالقين أحياء والعمل تحت الردم نتيجة انهيار المبنى، حيث تم انتشال 8 أشخاص وآخرهم تم إنقاذه بعد مضي 41 ساعة بالإضافة إلى انتشال جثث تجاوز 58 جثة.
ويضيف خلال حديثه أن صعوبة التعامل مع الكارثة كانت وجود كثافة سكانية في المباني المنهارة وظلمة المكان، مؤكداً أنه تم العثور على أموال وإخراجها والتي تقدر بملايين الليرات السورية إضافة للمصاغ الذهبي كذلك تم العثور على أسطوانات غاز وتسليمها للقسم الشرطة المختص في الحي، وتنسيق العمل مع عناصر فوج الإطفاء لفتح ثغرة بين الأنقاض للوصول إلى مصدر الحريق وإخماده دون الضرر بالأشخاص العالقين واختناقهم، والاستعانة بأليات الحفر التي استغرقت ساعات طويلة والوصول إلى جميع نداء الاستغاثة.
ويكمل الإطفائي توثيقه للكارثة سمعنا صوت أنين طفل خلف المبنى المنهار ولدى شهادة أحد الجوار تم تحديد موقع خاطئ وتم الحفر والوصول إلى مصدر الاستغاثة والعثور على طفل قيد الحياة عمره 7 سنوات، متشكراً جميع فرق الإنقاذ العربية وبالأخص الحماية المدنية الجزائرية والتونسية والهلال الأحمر وأهالي الحي والفعاليات المدنية التي ساهمت بمد يد المساعدة للوصول بأسرع وقت إلى الناجين بسبب قلة الكوادر البشرية والآليات.
في حين قال آمر الزمرة في فوج إطفاء حلب الإطفائي خالد المصري إن وقوع الزلزال فجراً رفع عدد الضحايا كون المواطنين كانوا متواجدين في منازلهم بأمان، وتوجهنا بشكل مباشر إلى حي المشارقة لنتفاجأ بحريق ضخم تحت الأنقاض، ويضيف كان تعاملنا سريعاً من خلال فرز الفريق إلى قسمين، قسم لإخماد الحريق لتجنيب الناجين من خطر التسمم وقسم آخر لإنقاذ الأحياء وكان عددهم في حصيلة أولية ثلاثة مواطنين من بينهم شاب يحتضن عائلته المتوفية.
ويضيف المصري “كان عددنا قليل مقارنة بحجم الكارثة لذا اعتمدنا على المواطنين في مساعدتنا بعد توجيههم، وعملنا لمدة خمسة أيام متواصلة ولم نغادر المكان حتى انتهاء عملية الانقاذ ولكن ما لفت انتباهي استغاثة أحد المواطنين بسبب فقدان مبلغ مالي ضمن معطفه الذي بقي تحت البناء المنهار وهو تعب أشهر واستطعنا الوصول بعد إعطائه المكان المحدد واكتشفنا وجود كمية كبيرة من المبالغ وتم تسليمها الى قسم الشرطة المختص الى جانب العديد من أسطوانات الغاز وبيدونات البنزين والمازوت”.
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار والتطورات على قناتنا في تلغرام