الجماهير || محمود جنيد
كشفت كارثة الزلزال التي هزت أركان حياتنا، عن جوانب كثيرة من المعاناة غير المجدولة ضمن الأولويات، ومن بين تلك الحالات التي رصدناها على الطبيعة، لمسنين فقراء الحال، يواجهون خطر الموت نظرا لحاجتهم لإجراء قثطرات قلبية أو تركيب شبكات بشكل عاجل كحل إسعافي يتدارك الاضطرار لإجراء عمليات قلب مفتوح، بتكلفة عالية جدا غير متوفرة ومخاطر كبيرة على الحياة لمن هم في سن لا يحتمل مثل هذه العمليات.
المثال الحي على ذلك، هو السيدة ملك القبس، التي أسعفت إلى إحدى المشافي الحكومية إثر ضربة الزلزال التي حولت عوارض مرض القلب إلى أذية خطرة بسبب الذعر والهلع الذي أصابها.
ويروي ابن السيدة ملك عبد الجبار العبدالله، بأنه وبعد إجراء عملية قثطرة قلبية لوالدته في مستشفى حلب الجامعي تبين في التشخيص الطبي، بأن هناك تضيق بأكثر من شريان، الأمر الذي يحتاج إلى تركيب خمس شبكات، بتكلفة تصل إلى ثلاثين مليون ليرة سورية، لتجنيبها عملية قلب مفتوح قد تكون خطرة على سيدة بعمر ٦٥ سنة، وهو مبلغ ضخم يشق على الأسرة الفقيرة.
وبين الابن عبد الجبار الذي يقوم على رعاية والدته وهو طالب دراسات عليا، بأنه طرق باب عدد من الجمعيات، بعضها يضع اشتراطات في العمر بأن لا يزيد عن ستين سنة لتقديم المساعدة، بينما أبدت جمعية وحيدة استعدادها للمساعدة دون النظر للعمر بنسبة ٥٪ من مجمل التكاليف، مضيفا بأنه لايزال يبحث عن منفذ مساعدة عله يظفر بها لإنقاذ الوالدة!
وأمام تلك الحالة، يطرح التساؤل نفسه، هل يجب على المرضى الكبار في السن فقراء الحال، الخلود إلى مصير الموت البطيء بسبب الأولويات التي لا تراعي الجانب الإنساني، بينما تتربط ايدي ذويهم وهم عاجزين عن تأمين تكاليف العلاج الدوائي والجراحي؟!!