الجماهير || محمود جنيد
في الوقت الذي تطرح التساؤلات بريبة عن أسباب إصرار البعض على البقاء في مراكز الإيواء، مازالت هنالك قطب مخفية في ثنايا جراح كارثة الزلزال، يكبس عليها المصابون بالملح رافعين أنين الشكوى بحثا عن حلول لمشكلات معقدة أو منها ماهو مستحيل، بل ماهو مثير للدهشة، و المثال هنا ينطبق على السيدة سعدة أيوب ( ام النور)، التي ابتاعت منزل غرفة وصالون في حي صلاح الدين ( مقابل حديقة صلاح الدين) بقيمة 18 مليون ليرة سورية، قبل ضربة الزلزال بأربعة أيام، وذلك بموجب اتفاق شفهي بينها وبين البائع صاحب المنزل المعروض عبر منصات التواصل الاجتماعي، لتوفير تكاليف الوساطة العقارية( الدلالة)، على أن يتم تسجيل وتوثيق عقد البيع وتسليمها نسخة منه بعد أيام، بعد قبض بقية المبلغ وهو ثلاثة ملايين.
وفي السادس من شباط الماضي، زلزلت الأرض زلزالها وحلت الكارثة التي كانت آثارها مضاعفة على أم النور، والبائع الذي انهار البناء الذي يقطن فيه وقضى تحت الأنقاض، بينما خسرت أم النور المبلغ الذي كانت سلمته للمرحوم ( 15 مليوناً ) دون أي سندات أو أوراق ثبوتية، و المنزل الذي تحول إلى ركام في الطابق الأرضي لنفس البناء الذي توفي فيه البائع.!
وبينت السيدة المنكوبة التي تعاني من مرض خبيث، وهو سرطان يتمدد في انحاء جسدها، بأنها أصبحت في حالة تشرد مع أولادها الأربعة وأحدهم لديه مرض عصبي ( الصرع )، وليس لديهم أي مأوى يعودون إليه، لأن منزلها المستأجر انقضت مدة إيجاره وكان من المقرر أن تنتقل منه إلى المنزل الجديد الذي أبرمت صفقة شرائه لينهار كل شيء ( الحيلة و الفتيلة)، حلم السترة و الاستقرار في منزل خاص.
وطالبت السيدة أم النور أن يترأف المجتمع بحالها، وتستعيد مالها الضائع تحت الأنقاض، متمنية يكون محفوظاً لدى الجهات الرسمية وأعطت دلالات عليه ( مكدس في كيس أسود وجميع أوراقه من فئة الفي ليرة)، كما ناشدت أحرار العالم، بأن يضغطوا باتجاه رفع العقوبات الجائرة عن سورية، مضيفة بأنه ولولا عقوبات قيصر لما وصلت ووصلنا إلى ما نحن فيه من حالة اختناق، كل شيء انهار و الغني افتقر، بينما العالم يغط في سبات اللاضمير.
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام