#الجماهير || في هذه الزاوية وطيلة أيام شهر رمضان المبارك نستضيف سماحة مفتي حلب الشيخ الدكتور محمود عكام للإجابة على تساؤلاتكم واستفساراتكم حول فتاوى وأحكام الصيام :
#سؤال
سماحة الأستاذ الدكتور: أرجو من مقامكم بيان الحكمة والغاية من الزكاة والصدقة وذلك حتى يتشجع الأغنياء في مجتمعنا فيدفعوا ما وجب عليهم، وشكراً.
#الجواب :
إن الحكم والغايات من الزكاة والصدقات – أخي السائل -كثيرة وفيرة نذكر منها في هذا المقام ما يلي:
1-تحقيق التكافل الاجتماعي: فمن كان غنياً فليكفل الفقير ومن كان قوياً فليتكفل الضعيف وهكذا، وقد قال صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” البخاري.
2- تطبيع المسلم على خلق الكرم واقتلاع الشح منه: لأن صفة وخلق الكرم من أهم صفات الإنسان السوي، فلا شجاعة من دون كرم، ولا تضحية من دون كرم، وهكذا… وها هو الرسول صلى الله عليه وسلم يطمئن المزكي والمتصدق حتى يزداد كرماً فيقول: “ما نقص مال من صدقة” رواه مسلم.
3- تقوية آصرة الأخوة: فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره بل يعينه ويساعده ويتولاه ويحرص على نفعه ومصلحته وإلا فهو مقصر آثم مذنب.
4- المحافظة على مستوى الكفاية لأفراد المجتمع: وإلا فما الذي سيحصل حين لا يتولى الغني الفقير، فلا شك أنه – حينئذ – ستتبدى العورات ويحصل التفكك ويغدو المجتمع مجتمعاً مقطع الأوصال.
5- تطهير القلوب من الأحقاد: التي ستكون في قلوب الفقراء والمحتاجين تجاه الأغنياء إذا لم يلتفت هؤلاء بالعناية والرعاية إلى إخوانهم ذوي الحاجة والفاقة فالمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً.
6- إبراز صفة العبودية: فالله أمر وعلينا أن نطيع (وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير)، فاللهم وفقنا لأداء ما وجب علينا في أموالنا وعافيتنا وعقولنا وقوتنا.