ملف الأسبوع … التكلفة الباهظة لمعالجة الأسنان تهدد الصحة الفموية .. لن تتوقع كم بلغت ! والعلاج إلى حين ميسرة

الجماهير || أسماء خيرو

لا يمر يوم على المواطن الحلبي إلا وواقعه المعيشي في تراجع ، نتيجة للتحديثات الفلكية التي تطرأ على الأسعار في كل يوم ، لدرجة أنه لم يعد قادرا على مواكبة هذه التحديثات التي ترهقه، وهذا ما أكده استطلاع للرأي أجرته #الجماهير حين توجهت سعياً وراء تسليط الضوء على تكاليف علاج الأسنان في حلب .

 

* تأجيل مرير للمعالجة .

حيث أكد الشارع الحلبي بمختلف شرائحه بأن تكاليف معالجة الأسنان باتت مصدر مؤرق ، ومنهم المدرسة نهى التي دفعت على مضض وبعد تأجيل مرير لمعالجة أحد أضراسها الذي مني بكسر منذ شهر ” 300 ألف ليرة سورية مبينة بأن معالجة الأسنان  يجب” أن يحسب لها ألف حساب” قبل الذهاب إلى طبيب الأسنان .

 

وعانت الحاجة أم محمد من رفع طبيبها الخاص لتسعيرة تصنيع وتركيب” بدلة أسنان ” فما كان منها إلا أن اتبعت نصيحة من أقاربها بزيارة إحدى العيادات المجانية ، وبالرغم من ذلك لم تنجو من دفع مبلغ يفوق قدرتها المادية ثمنا “لبدلة أسنان” ألا وهو 200 ألف ليرة سورية موضحة بأن المبلغ فقط كلفة المواد المستخدمة في التصنيع .

 

فيما السيد علي تركماني قال: بأن معالجة الأسنان عند طبيب خاص باتت مرهقة فكلما ذهب إلى الطبيب يطالبه بأسعار مختلفة متحججا بارتفاع الدولار ، وغلاء المواد مبينا بأنه دفع 300 ألف ليرة سورية لتلبيس ضرسه بالبورسلان.

 

* مؤشر الأسعار.

وبسؤال #الجماهير لأطباء أسنان مختصين حول ما قيل من أسعار آنفا ، لم ينكر الطبيب سامر أعرج ارتفاع الأسعار بل على العكس أكدها مبينا بأن هناك تغيرات كثيرة طرأت على أسعار المعالجة الفموية ، فبمعدل وسطي معالجة العصب “معالجة لبية للقناة الواحدة ” تبدأ من 50 ألف ليرة سورية ، لترتفع إلى حد أغلى يصل إلى 150 ألف ليرة سورية وفقا للأجهزة المتطورة المستخدمة في المعالجة .فيما الحشوات ومنها الفضة تبدأ من 35 ألف ليرة سورية حتى 50 ألف ليرة سورية فيما الضوئية تختلف أسعارها وفقا لنوع “الكومبو زيت ” المستخدم تبدأ من 25 ألف ليرة سورية إلى 75 ألف ليرة سورية ، التخدير 10 آلاف ليرة سورية ، خلع الضرس 10 آلاف ليرة سورية ، الجراحة من 100 إلى 150 ليرة سورية حسب حالة السن ، التيجان والجسور أسعارها ترتفع وفقا لأسعار المخبر ومنها المعدن تتراوح مابين 50و 75 ، فيما البورسلان حسب النوع ( 90 إلى 125 ) ، سن الزيركون من 300 إلى 400 ألف ليرة سورية تبعا لنوع الخرف المستخدم سواء كان من الهند أو الصين ،المانيا ، او ايطاليا زراعة الضرس تبدأ بمليون ليرة سورية لتصل إلى 3 ملايين .

 

* الحدود الدنيا .

وعلى غراره الدكتور طارق قدور طبيب تقويم أسنان الذي أشار إلى أن تقويم الأسنان بنوعية الثابت والمتحرك ليس بمنأى عن الغلاء الذي تشهده المعالجة الفموية ، وذلك لاعتبارات كثيرة جوهرها ارتفاع الدولار وتأثيره على كافة مناحي الحياة ،مضيفا بأنه يحاول قدر الإمكان تقدير الحالة الاقتصادية للمواطن ، وأجره الذي يحصل عليه من المرضى لا يتعدى الحدود الدنيا لا أكثر، إذ يتقاضى ثمنا للتقويم الثابت ، مابين 800 ألف ليرة سورية إلى مليون ليرة سورية ، فيما المتحرك مابين 2 إلى 3 مليون ليرة سورية.

 

* التكاليف متهم أول.

وعلى الرغم من امتعاض وعدم موافقة كل من الدكتور أعرج والدكتور قدور على هذه الأسعار التي لها نتائج سلبية على عملهما حيث يشهد ركود في توافد الزبائن للمعالجة على حد قولهما : إلا أنهما أشارا إلى أن ارتفاع أسعار المعالجة مرتبط بدرجة كبيرة بارتفاع أسعار تكاليف تجهيز العيادة السنية التي أغلب أجهزتها مستوردة من الخارج وتكلفهم المئات من الملايين ، كالكرسي ، والأشعة ، المعقمة الحرارية ، أدوات التقليح الآلي، أدوية المخدر ، والمطهرات ، خلاط الأملجا ، الحشوات بأنواعها ، فضلا عن أجرة المعالجة التي تزداد وفقا لشهرة وكفاءة وخبرة الطبيب ومدى مهارته ومكان العيادة .

 

* إلى حين ميسرة .

وبين الدكتور أعرج أنه بالرغم من تلك الأرقام الخيالية إلا أن معالجة الأسنان في سورية تعد الأقل تكلفة مقارنه مع دول الجوار كلبنان ، والأردن ، السعودية ولكن المشكلة في دخل المواطن الذي يعتبر لاعب أساسي فمع مرور الوقت تضاءل إلى حد كبير أدى إلى شلل قدرته الشرائية وأصبح” لا يسمن ولا يغني من جوع ” ، فأغلب المواطنين باتوا بالكاد يؤمنون ثمن لقمتهم المعيشية وبالتالي يمعنون في تأخير المعالجة السنية إلى حين ميسرة .فالمريض لا يأتي إلى العيادة إلا والنخر والألم قد نال من معظم أسنانه ويعالج فقط الأكثر ضررا .

 

* ختام القول .

ووفقا لما قيل نجد بأن التحقيق خلص إلى الإشارة إلى نقطة جوهرية ولا نغالي إن اعتبرناها أكثر إيلاما ووجعا من ارتفاع الأسعار ونخر الأسنان ألا وهي ضعف المقدرة الشرائية للدخل ، فبين دخل المواطن والأسعار في واقعنا المعيشي انفصام واضح ولسنا نستطيع التحديد إلى متى سيستمر هذا الانفصام ومتى ستتدخل الجهات المعنية لمعالجة هذا الانفصام وتكون في صف المواطن لتخفف قليلا من شدة آلامه المعيشية .

 

بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام

https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار