أضرار القلعة جراء الزلزال : فريق متخصص من الآثار والمتاحف بدمشق لدراسة وتوثيق الحالة.. إجراءات إسعافية.. دراسات ميدانية .. وتوقف الزيارات لحين الانتهاء من أعمال الترميم
الجماهير || أنطوان بصمه جي
انهيارات عديدة شهدتها قلعة حلب التاريخية جراء زلزال شباط، كان أكبرها في صومعة الطاحونة العثمانية والجامع الكبير وتساقط سقف الثكنة العثمانية، إضافة إلى تصدع واضح في مأذنة الجامع الأيوبي وانهيارات طالت واجهته الغربية والجنوبية، كذلك الأسوار الدفاعية أيضاً تأثرت بالزلزال في العديد من النقاط والتي تندرج بين البسيطة والمتوسطة، لكن الضرر البالغ كان في مدخل قلعة حلب إذ أحدث تشققات فيه الأمر الذي أدى إلى توقف الزيارة.
وأوضح الدكتور همام سعد معاون مدير عام الآثار والمتاحف ومدير التنقيب والدراسات الأثرية في المديرية العامة للآثار والمتاحف أن مدينة حلب عانت الكثير من الويلات خلال فترة الحرب التي امتدت لأكثر من عقد، حيث تعرضت المواقع الأثرية ومنها قلعة حلب التاريخية لأضرار، وتلاها أعمال توثيقية في الفترة السابقة لزلزال شباط، لكن بعد ضرب الزلزال لمدينة حلب حدثت أضرار جديدة لم نتوقع أن تحدث لا سيما فيما يخص المباني سواء أكانت داخل القلعة أو خارجها.
- فريق مختصص
وأكد مدير التنقيب والدراسات الأثرية توافد فريق متخصص من المديرية العامة للآثار والمتاحف بدمشق يتألف من مهندسين وأثريين بالإضافة إلى طبوغرافيين يقومون بأعمال توثيق دقيقة لكل الأضرار الموجودة داخل القلعة، مؤكداً أن الهدف هو استمرار الأعمال في المباني الأثرية خارج سور القلعة.
وعن الإجراءات المتخذة بعد الدراسات والاطلاع عليها، بيّن الدكتور سعد أن أعمال الترميم في أي مكان بالعالم يجب أن يسبقها دراسات كاملة من مخططات ووثائق وحساب كميات إضافة إلى معرفة نوع الضرر سواء كان بالحجر أو البنية الإنشائية، بالتالي يقوم الفريق بدراسة تفصيلية لكافة الأضرار الداخلية أو الخارجية، مؤكداً وجود الكثير من الأضرار التي تظهر بالعين المجردة ويتم توثيقها من خلال تقنية حديثة (نموذج ثلاثي الأبعاد) لكافة التفاصيل ومن خلالها يمكن استخراج المخططات والصور ذات التفاصيل الدقيقة للعناصر المعمارية.
- تضرر مدخل القلعة
وأكد الدكتور سعد وجود ضرر في مدخل القلعة ويقوم المهندسون بحساب نوعية الضرر ومعرفة آليات التدخل أي أن أعمال الترميم تحتاج لمدة طويلة جداً وبالتالي يجب أن يكون هناك أعمال إسعافية لمنع الضرر وتتوقف على تحديد نوعية الضرر مثل إجراء تدعيمات حديدية أو خشبية لمنع الانهيارات إلى حين القيام بأعمال الترميم التي تتطابق مع المعايير العالمية لا سيما أن مدينة حلب مسجلة على لائحة التراث العالمي.
- أضرار عديدة
في حين كشف مدير قلعة حلب أحمد الغريب أن الانهيار الأكبر داخل قلعة حلب جراء زلزال 6 شباط الذي ضرب صومعة الطاحونة العثمانية وتساقط جزء منها وأكمل عليها زلزال 20 شباط. قلعة حلب عبر تاريخها الطويل صمدت في وجه عاديات الزمن من كوارث وزلازل وغزوات، مشيراً إلى تداعيات الحرب على قلعة حلب كان لها عظيم الأثر في بعض المباني لا سيما الجامع الكبير والثكنة العثمانية وذلك بعد أن فجر المسلحون نفق ما بين هذين البناءين وعلى إثره تأثرا بأضرار كبيرة، لكن مع ضرب زلزال فجر السادس من شباط كان له تأثير بالغ في تلك المباني لا سيما التصدعات التي شهدتها المأذنة وسقوط “الجوسق” من الأعلى _ عبارة عن قبة لها رواق_ وسقط عدد من المداميك داخل الجامع والواجهة الغربية والجنوبية للجامع الأيوبي من الخارج، كذلك طالت الأضرار ثكنة إبراهيم باشا الموجودة داخل القلعة والتي تأثرت خلال سنوات الحرب بتفجير النفق إلا أن زلزال شباط أثر على الواجهة الجنوبية للثكنة وسقط عدد كبير من المداميك من الواجهة الجنوبية كما أن هناك انتفاخا بالواجهة الشمالية وكذلك سقوط جزء من سقف الثكنة.
- الأسوار الدفاعية لم تسلم
وأضاف مدير قلعة حلب أن الأسوار الدفاعية أيضاً تأثرت بالزلزال في العديد من النقاط والتي تندرج بين البسيطة والمتوسطة، لكن الضرر البالغ في مدخل قلعة حلب الذي يقوم على قوس وتري وتم ترميم هذا الجزء في عام 2017 والزلزال الأخير أحدث تشققات فيه، الأمر الذي أدى إلى توقف الزيارة بالتنسيق مع المديرية العامة للآثار والمتاحف حرصاً على السلامة العامة للزوار.
- قلعة حلب بانتظار تدخل أممي
وأكد مدير قلعة حلب وجود اقتراح من مدير عام الآثار والمتاحف البدء بإصلاح مدخل القلعة للحفاظ على أرواح حامية القلعة والموظفين فيها ومشروع إسعافي لعمل قفص حديدي مع أعمدة يتراوح ما يقارب 180 مليون ليرة سورية وبانتظار تقديم المساعدة من اليونسكو على اعتبار أن قلعة حلب مسجلة على لائحة التراث العالمي منذ عام 1986، مؤكداً أن الأضرار التي طالت قلعة حلب تعجز عنها موازنة المديرية العامة للآثار والمتاحف وبانتظار التدخل الأممي على اعتبار أن القلعة إرث إنساني عظيم يخص الإنسان في كل دول العالم، مبيناً حضور وفد من منظمة اليونسكو في الأسابيع الماضية لمراقبة وتحديد الأضرار بشكل حسي وميداني وزيارة وفد من الأمانة السورية للتنمية ومنظمة إيكروم المختصة بالتراث الثقافي وعدد من الخبراء المعماريين والاستشاريين.