قادت حملة تبرعات لمتضرري الزلزال. الناشطة في المجال الإنساني حنين إلياس : الناس في سورية بحاجة إلى ما هو أكثر من المال وأهمّ .. بحاجة إلى الأمل.

قادت حملة تبرعات لمتضرري الزلزال. الناشطة في المجال الإنساني حنين إلياس : الناس في سورية بحاجة إلى ما هو أكثر من المال وأهمّ .. بحاجة إلى الأمل.

الجماهير || بيانكا ماضيّة

كانت انطلاقتها القومية الوطنية في إلقاء الكلمات الاحتجاجية الداعمة للقضية الفلسطينية في برلين/ألمانيا، قبل بداية الحرب على سورية، هي شابة ألمانية/سورية، ولدت في ألمانيا، تعمل الآن في شركة محاماة في برلين/ سكرتيرة تنفيذية، كما أن لديها نشاطات موسيقية متنوعة، إذ هي كاتبة ومؤلفة أغاني (هارد روك) التي من خلالها انطلقت إعلامياً، وعبر نشر هذه الأغاني في صفحتها وفي مواقع تواصل أخرى، كان لها جمهورها المتابع، كما عملت مع بعض أعضاء الجالية السورية في مجال تذليل الصعوبات التي تواجه النساء السوريات اللاجئات من حيث الاندماج في المجتمع الألماني.

الشابة حنين إلياس التي زارت سورية مؤخراً، وفي جعبتها التبرعات المادية لمتضرري الزلزال، لم تكن مواقفها الإنسانية الوطنية متعلقة بما حصل من خراب وأضرار جراء الزلزال، وإنما كان لها موقف مشرف في أثناء الحرب على سورية، إذ كثيراً ما كانت تشارك في المظاهرات التي تقام في برلين مع أصدقائها السوريين الوطنيين، من أمثال لينا كنامة، أكثم سليمان، مناف حسن، كيفورك ألماسيان، في أثناء الحرب وبعدها، وخاصة في الآونة الأخيرة من أجل المطالبة برفع الحصار الاقتصادي عن سورية.

منذ أيام التقينا بها لتحدثنا عن بداياتها في العمل الوطني، وآخرها في العمل الإنساني لمساعدة متضرري الزلزال، فأشارت إلى أن أقاربها أشاروا عليها في بداية الحرب على سورية بأن تتظاهر في ألمانيا من أجل الوقوف إلى جانب سورية في حربها ضد الإرهاب، أقاربها الذين نقلوا إليها الصورة الحقيقية عما يحصل في سورية، في الوقت الذي كانت وسائل الإعلام الغربية تنقل المشهد المغاير تماماً للواقع السوري، المشهد المفبرك الذي يشيطن الشخصيات ويقلب الواقع رأساً على عقب كما هو معروف، فبعد اطلاعها على الحقيقة ومعرفتها بأن مايحصل في سورية هو عبارة عن أعمال إرهابية يقوم بها أشخاص تم تجنيدهم من أجل محاربة السوريين وقتلهم، قامت من خلال أحد البرامج الذي دعيت إليه من خلال شركة (ريد بول) للحديث عن نشاطها الموسيقي، بانتهاز الفرصة للحديث عن سورية، وبالأخص عن مدينة حلب التي كانت تحت نار الإرهاب، لتؤكد بأن ما لا يعلن على الإعلام الألماني هو الحقيقة ذاتها، لأن أقاربها الموجودين في حلب ينقلون إليها الصورة الحقيقية التي لاتنشرها الدعاية الغربية، فما كان منهم إلا أن اقتطعوا هذا الجزء المتعلق بكلامها عن سورية، وبدأت الحملات السورية المعارضة بعد البرنامج لتستهدفها سعياً وراء تشويه صورتها الوطنية.

سورية الوطن الأم وإلى حلب السبيل!

بعد التحرير الأول لمدينة حلب، جاءت لأول مرة في زيارة إلى سورية، وخاصة إلى حلب، ورأت حجم الخراب والدمار الذي خلّفته المجموعات الإرهابية المنظمة، ومنها داعـ.ـش، وبالأخص في المشافي التي دمروها قبل خروجهم منها، وغيرها من أماكن عملوا على تهديمها وقـ.ـتل الناس فيها، وفي أثنائها قامت بجمع التبرعات لأجل المتضررين من الحرب ووزعتها على من هم بحاجة إليها وعلى الجمعيات وذوي الاحتياجات الخاصة.

ثم بدأت بزيارتها سنوياً، عدا فترة كورونا، ومؤخراً ما إن حصل الزلزال، وبدأت صور الأبنية المهدمة والناس العالقين تحت الأنقاض تنشر في صفحات الفيسبوك، حتى قامت بإنشاء موقع وحساب لأجل جمع التبرعات لمساعدة الناس المتضررين، حتى وصل المبلغ إلى 14600 يورو، وحينها تم إيقاف التبرعات بسبب الحصار الاقتصادي على سورية، وبعد القرار (الصوري) الذي أعلن فيه رفع الحصار الجزئي عن العقوبات على سورية، اتصلت الشابة حنين بصديق لها يعمل محامياً لأجل مساعدتها في فتح سقف التبرعات، ورغم ذلك كان هناك مطالب تعجيزية، إذ تم طلب إليها بأن يكون لديها جمعية إنسانية في سورية، وأن تكون مسجلة لدى الاتحاد الأوروبي؛ للتأكّد من أن هذه الأموال ستذهب إلى المتضررين الحقيقيين ، وهنا تم التواصل مع الناشط الفرنسي المقيم في حلب بيير لو كورف مؤسس منظمة (نحن أبطال خارقون) الإنسانية، حيث أن منظمته مسجلة في فرنسا، فتم التحويل على حساب منظمته، الأمر الذي سبب صفعة للغرب، وتم جمع مبلغ يقارب 40 ألف يورو، 10 آلاف منها جاءت بها حنين بشكل شخصي إلى حلب، وبقية المبلغ تم تسليمه لجمعيات ومنظمات وكنائس ولعائلات بشكل شخصي، ومنها جمعية (سورية بتجمعنا) التابعة للأمانة السورية للتنمية، ولغرفة صناعة حلب عبر الصناعي مصطفى كواية نائب رئيس مجلس الإدارة، ولكنائس السريان الكاثوليك، والسريان الأرثوذكس، والكلدان، ولمنظمة (الماريست الزرقاء) عبر رئيسها الدكتور نبيل أنطاكي.

هدايا سوريّة قيّمة لحنين!

لعملها التطوعي الإنساني الذي قامت به الشابة حنين، ولنشاطها المتميز، وبعد لقاءاتها بشخصيات دينية، ومنهم الأب مار يوحنا بطّاح رئيس أبرشية دمشق للسريان الكاثوليك في دمشق، ومن أجل إعطائها شيئاً من حصانة تساعدها على جلب الأموال إلى سورية، تمّ تسجيلها في لجنة الكنائس السورية لتكون عضواً فيها، كما حصلت مؤخراً على الهوية السورية التي تفتخر بها وتعتز بمساعدة صديقها إبراهيم محمد، الذي كان موجوداً أيضاً في هذا اللقاء الذي أجريناه معها، وقام بالترجمة مشكوراً، الأمر الذي كان مدعاة فرح وسرور لها، إذ حصلت أخيراً على بطاقة تثبت هويتها السورية، وفي آخر اللقاء ختمت حنين كلامها بالقول: الناس في سورية بحاجة إلى ما هو أكثر من المال وأهمّ، هم بحاجة إلى الأمل.

 

 

بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام

https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار