اسواق_العيد شكوى و “تنكيت”!

الجماهير || محمود جنيد
حركة نسبية بلا بركة، أو يمكن تسميتها بحالة التسوق الوهمي، تشهدها اسواق العيد وكأنها طنجرة ضغط تصفر منها الأسعار بنشاذ مرعب يهرب منه زوار تلك الأسواق وتجارها، ليتشاطر جميع الاطراف الشكوى، في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة و ضعف القدرة الشرائية لغالبية الأسر.!
حتى الفرجة على معروضات المحلات لم تعد ببلاش حسب أم امجد ( زوجة موظف) التي صادفناها مع اثنين من أولادها، وهي تتجادل مع صاحب محل أحذية حول الاسعار الفاحشة، مؤكدة بأن نزلة السوق أصبحت مكلفة نظراً لواقع المواصلات وشطحات أصحاب التكاسي، واضافت بأن منتهى طموح اولادها بات باصطحابهم للتجول في اسواق العيد وكأنها رحلة سياحية، في الوقت الذي أكد لنا فيه صاحب محل الأحذية بأن الموسم مضروب وحركة البيع والشراء ضعيفة، وما تعتقده أم امجد مرتفع السعر إنما هو في الحقيقة محدود الربح نظرا لارتفاع تكلفة المنتج والمصاريف الأخرى من ضرائب وأمبيرات و شغّيلة، ونفس الأمر أكده لنا أصحاب محلات ألبسة في أسواق سيف الدولة وصلاح الدين والفرقان بإضافة فكرة أن الموسم خاسر إذا ما تم النظر للأمر بميزان اقتصادي شامل.!
واقع التذمر من الأسعار رافقنا في جولتنا بين الأسواق، ليكشف لنا أبو شريف بأن أفراد أسرته ٱثروا شقيقهم الأصغر على أنفسهم بالنسبة لما يسمى كسوة العيد لانهم يعرفون البير وغطاه، وكانت التكلفة ٢٠٠ الف ل.س دفعها ثمن بنطال وكنزة وحذاء جودة تحت الوسط لطفل بعمر ست سنوات لم يعد لباسه القديم على مقاسه، وقطع من فم أسرته ليتمكن من شراء تلك الحاجيات.
استطلاعنا لم يتوقف عند رواد الأسواق، واستمر في أحد باصات النقل الداخلي المكتظة، وكان سؤالنا حول تسوق كسوة العيد الذي تفاعل معه كثر، أشبه بنكتة الرد عليها كان أشبه بالتوبيخ على أننا منفصلين عن الواقع وكأننا نعيش في بلد آخر لم يمر على رأسه المصائب المتلاحقة وٱخرها الزلزال الذي هجر الناس من منازلهم، ولا نعلم بأن أولويات وهمً الناس هو تأمين أجرة المنزل، أو قوت اليوم وهناك من لم يستطع ادخال معروكة لبيته في رمضان، ومظاهر العيد أصبحت وبشكل قسري على هامش حياتهم البائسة.!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار