ملكية المنتج الفكري بين التوقيع والتشريع.. حق المخترع أو المؤلف مهدور بين البيروقراطية وقلة الوعي

الجماهير – أنطوان بصمه جي

 

يلعب الإبداع دوراً محورياً في ثراء الشعوب وازدهارها وذلك بفضل ارتفاع القيمة المضافة، وتأتي القيمة المضافة العالية من قيمة الأفكار الإبداعية التي تفضي إلى منتجات أو خدمات جديدة ومتطورة، كما أن الجهود المبذولة في البحث والتطوير والاختراع لها صلة وثيقة مع القيمة المضافة، حيث أقامت مديرية الثقافة بحلب واحتفاءً باليوم العالمي للملكية الفكرية محاضرة بعنوان “ملكية المنتج الفكري بين التوقيع والتشريع” وذلك في صالة تشرين بحي السبيل حضرها أصحاب الشأن من المبدعين والأدباء والشعراء والمهتمين.

وبيّن محمد سمية رئيس دائرة حقوق المؤلف والملكية الفكرية في مديرية ثقافة حلب أن حقوق الملكية الفكرية هي تلك الحقوق التي تترتب على أشياء مادية أو غير مادية كالشعر والقصة والأفكار والمخترعات الناتجة عن الذهن البشري، ومن أمثلتها حق الكاتب أو الأديب على مؤلفاته، وحق المخترع على اختراعه، وحق الموسيقي على ما أنتجه من موسيقا، وكيفية الحفاظ عليها من السرقة أو القرصنة الإلكترونية وإثبات أنها للشخص المؤلف وكيفية حمايتها بحق القانون على الإنتاج الفكري أو الذهني أيا كان نوع هذا الحق وطبيعته.

وعرّج رئيس دائرة حقوق المؤلف والملكية الفكرية على مواد قانون الملكية الفكرية منها يحق للمؤلف أو لمن ينوب عنه قانوناً الحق في دفع أي اعتداء على مصنفه وفي منع أي تشويه أو تحريف أو تعديل أو أي مس به من شأنه الإساءة إلى المؤلف مادياً أو معنوياً وله أن يطالب بتعويض عن ذلك وينتقل هذا الحق إلى ورثته بعد وفاته، وحماية الحقوق المالية للأعمال المشتركة، وكيفية تسجيل أي منتج فكري أو ذهني أو إبداعي في حقوق الملكية لينال صاحب العمل شهادة ملكية ورقية أو إلكترونية تثبت ملكية اختراعه، مبيناً أنها فرصة للفئات الشابة لحفظ ملفاتها وحمايتها من السرقة.

بدوره، أشار نذير جعفر رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بحلب إلى الجوانب القانونية والتطبيقات الإجرائية الأدبية، مبيناً ان القانون صدر في عام 2003 لكنه لم يطبق إلا في هام 2023 بشكله الكامل، وأن الملكية الفكرية تشمل جميع مناحي الحياة وما يمت للإبداع والاختراع وكتابة سيناريوهات المسلسلات وأعمال الفن التشكيلي ومؤلفي شارات المسلسلات وحمايتها ضد السرقة وأنه من حق المؤلف التقدم بدعوى على المعتدي لضمان حقوق المؤلف الأصلي.

وأشار رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب إلى أن سورية ما تزال حديثة العهد في التعامل مع قانون الملكية الفكرية، مؤكداً وجود العديد من القضايا المرفوعة في القضاء السوري، الأمر الذي يساعد على تحفيز الجميع على العطاء وصون حقوق الجميع وهي مسألة حضارية وإنتاج خدمات فنية جديدة منافسة على الصعيد الوطني والصعيد العالمي، وأنه يتوجب علينا تشجيع ودعم ما يتعلق بالملكية الفكرية بشقيه الأكاديمي والصناعي ليصبح جزءاً من ثقافة الجميع.

وتلا الجلسة طرح بعض الاستفسارات والقضايا العالقة بما يخص الملكية الفكرية وضمان حقوق المؤلف أو المنتج والبيروقراطية في الحصول على وثيقة الملكية الفكرية، مؤكدين أهمية وجود لجان تتطلع على الأعمال الفكرية قبل تسجيل العمل في الوزارة ليكون حاملا ثقافيا ذا قيمة معرفية وتعمل اللجنة على قراءة الأعمال وتقييمها واستقصاء العمل الرديء من الجيد والذي يحمل معلومات ثقافية صحيحة ومعارف علمية تفيد كل أفراد المجتمع.

تصوير: هايك أورفليان

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار