أحمد السواس … ومواهب متعددة صقلتها الظروف الصعبة

الجماهير || عتاب ضويحي

قد تقتل الظروف الصعبة مواهب البعض، لكنها عند البعض الآخر تكون مصدر إلهام وخطوة لابد منها ونقطة البداية  للنجاح والتميز.

الشاب أحمد السواس ذو الـ 16 ربيعاً، يمتلك من المواهب مايجعلك تعتقد أنه يستنشق الإبداع مع الهواء.

(الجماهير) حاورت الشاب السواس لتسليط الضوء على موهبته الشابة المتعددة الأشكال، والبداية مع موهبة الرسم، إذ يقول السواس إنه اكتشف موهبته بالرسم بعمر ال10 سنوات، عندما بدأ يرسم الشخصيات الكرتونية، ولاحظت والدته إتقانه للرسم فرعت موهبته ودعمته، لتكبر اهتماماته معه، ويتجه لرسم الشخصيات “البورتريه”، وهي أكثر ما تستهويه لأنه إنسان واقعي على حد تعبيره. وبدأ برسم الشخصيات الموجودة حوله بقلمه الرصاص البسيط، يدرب نفسه بنفسه، مستعيناً بشبكة الإنترنت ليتقن حركة الخطوط والظل والنور وغيرها من أساسيات الرسم.

ويرى السواس في الرسم وسيلة مهمة ليترجم أحاسيسه ومشاعره، لأن حياته ليست بالسهلة ولا تشبه حياة أقرانه بسبب ظروف عائلته الصعبة، ما اضطره للعمل في سن 13 عاماً ليعيل أسرته بعد أن أقعد مرض السرطان والده عن العمل، واستشهاد أخيه، إلى جانب أخته من صاحبة الهمم، كل هذه الظروف هيأت  الشاب الصغير لتحمل مسؤولية أكبر من عمره، لكنه يرى في نفسه رجل المنزل، وعليه مسؤوليات تجاه نفسه وأسرته، وهو سعيد بها لأنه يرى فيها تقوية له ودروساً مستقبلية لمواجهة الصعاب.

ولاتقف مواهبه عند الرسم، بل تمتد لتشمل حفظ القرآن الكريم وإتقان الخط العربي، والحساب الذهني، وحصوله على المركز الأول في مسابقة مكعب الروبيك، وإحرازه 3 بطولات في السباحة، ناهيك عن فن الأورجامي “طي الورق” والشطرنج والحياكة الصوفية والطبخ.

ولأنه في بداية الطريق، يواجه السواس صعوبات كثيرة أهمها، كما يقول، الأمور المادية التي تمنعه من ممارسة هواية الرسم، لأنه ببساطة لايستطيع شراء قلم الفحم والورق والألوان، وفي كثير من الأحيان يستعيرها من زملائه ليرسم.

أحلامه كبيرة لكنه يؤمن بتحقيقها، إيماناً منه بأنه  لاشيء مستحيل أمام الطموح، حلمه الأول مقابلة السيدة الأولى أسماء الأسد ليهديها لوحة رسمها لها وشالاً صوفياً حاكه بيديه. وهو يسعى للتفوق بدراسته والتخصص بالهندسة المعمارية لكي يقدم كل طاقته وإمكاناته الأكاديمية والفنية لخدمة بلده.

ويوجه السواس رسالة للموهوبين تحثهم على رعاية وتنمية مواهبهم وإمكاناتهم فلايسمحوا لها بأن تدفن وتموت بالالتفات للنقد السلبي، بل على العكس بأن يجعلوا هذا النقد أولى درجات الصعود للقمة.

بدورنا نقول إن السواس وغيره من المواهب الشابة بحاجة للدعم والاحتواء والتوجيه ومنحهم الثقة ليؤمنوا بموهبتهم وليستمروا في تقديم مواهبهم التي تحتاج إلى يد المساعدة، الأمر الذي يكفل تنميتها وتطويرها لتبصر النور.

 

 

بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام

https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار