الشاب محمد بيطار صاغ كيانه بالعلم متحدياً إعاقته بنبض القلم

الجماهير || أسماء خيرو .
قلبه مازال يناضل ويكافح الإحباط واليأس والجهل. القلم بالنسبة له ابن شجاع، والورقة بنت حنون، بالعلم والمعرفة أثبت كيانه متخطيا بنوع من الاحتجاج رائحة رفض المجتمع له .
ولقد صدق حين عرّف عن نفسه في حديث #للجماهير بأن فيها قلق الليل وصمته، والريح وتخطيها المكان إلى ما لانهاية، والدهر في جبروته، والنفس حين تتمسك بالإرادة، تثور وتتعالى لتحطم حواجز المستحيل .
الشاب محمد بيطار الملقب “حمودة “، ولد في مدينة حلب عام 1989  مصاباً بشلل في أطرافه الأربعة، مما جعله حبيس كرسي مدولب. معاناته بدأت منذ نعومة أظفاره نتيجة عدم اهتمام والديه بتعليمه أو تنمية مواهبه .
ولكن في عمر التاسعة كان له موعد مع العلم، يقول الشاب بيطار : حين وصلت إلى عمر التاسعة تنبهت أختي الكبرى إلى أن في داخلي موهبة ما، لذلك تناست مرضي وبدأت بتعليمي القراءة والكتابة . ومنذ ذلك الوقت عشقت الأبجدية وحروفها، واستطعت أن أتعلم القراءة والكتابة في مدة زمنية قصيرة لم تتجاوز التسعة أشهر، بالرغم من أنه لم يتسن لي التعلم أو الالتحاق بالصفوف التعليمية في المدرسة.
وبين الشاب بيطار بأنه بعد أن أتقن القراءة والكتابة وضع نصب عينيه أن يناضل الجهل واليأس ويتحدى بإرادته الكلام الذي كان يتهادى إلى سمعه من والده إلى أخته بعدم إهدار الوقت في تعليمه أو التعب في تنمية مالديه من مواهب؛ لاعتقاد والده بأنه، وإن تعلم، لن ينفعه هذا العلم في شيء لأنه من ذوي الاحتياجات الخاصة .
ويضيف الشاب بيطار بأن تلك الأحاديث لم تكن أبدا محبطة بالنسبة له، بل على العكس كانت حافزا لولادة الإرادة من رحم الإحباط، ولولادة الأمل من رحم اليأس من خلال تشبث قلبه القوي بالإيمان بالله.
ويختم الشاب بيطار بأنه رفض تماما بأن يقال عنه أن لانفع له، وأقنع نفسه بأنه إنسان مثله مثل الآخرين، قادر على أن يفعل شيئا ، ويضع بصمة مميزة خاصة به، ويكون علامة بارزة في المجتمع ، لذلك وبشغف كبير بحب الحياة وبألوان الأمل، رسم حلمه، وبإرادته حدد أهدافه وطموحاته بأن يصبح كاتبا، فاجتهد  في مجال الكتابة، وبالفعل نجحت كتاباته من خواطر عامة وقصص قصيرة ينثرها بشكل دوري من فكره على الورق وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ليكرس الوعي الفكري والحكمة والفائدة لمن يقرؤها.
وبذلك حقق الشاب بيطار الانتصار بالإرادة بتحطيم جدران اليأس والإحباط والجهل مؤكدا  أن إعاقته شرف له وأنه لا توجد إعاقة، بل يوجد مجتمع يعيق .
واليوم يستثمر قلمه في الدفاع عن المبادئ والمثل والقيم الإنسانية بوعي فكري وثراء معرفي من خلال الاهتمام بالمطالعة الأدبية الورقية والإلكترونية.
 ⬇️⬇️⬇️
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام ??
قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار