سهيلة العجي
عينٌ على التّلفاز ، وعينٌ عليكم أيّها الشّهداء..
لو لم نخسر شبابَ الوَطن….
لو لم يُهجر أبناء وطَننا الحبيب..
لو لم يُسرق نَفطُنا، وقَمحُنا…
لو لم تُهدم مُدننا، وتُحرق مَحاصيلنا.
كم تَمنيتُ أن أمشي في مدينتي، ولا أرى أمهات في ثَوبِ الحِداد ..
كم تمنيت أن يلاقي أبناء الشهداء آباءهم اليوم ليحكوا لهم قصص البطولات. كنت أتمنى أن أرتدي فستاني المزركش بألوان الفرح وخيوط الحرير المختبئ في خزانتي منذ سنين، وأمسك بيدي الملاك، ونحكي عن كابوس مضى ولم يعد. ماذا لو حلّ السلام والمحبة في العالم؟
ولو لم يحصل الزّلزال لما عَرفنا قِيمةُ الحيّاة.
أكان من الضروري أن نخسر كثيراً كي ننجح ؟!
أم لا طَعم للنّجاح إلا بعد الفشل والخسارة ؟!
لأننا الأجمل على هذا الكوكب، بقينا الهدف الذي تصوّب عليه فوهةَ المِدفع.
فلا حرية بدون شهداء ، ولا حيّاة كريمة دونَ عمل منتج .
لو لم تكن الحرب، لما عرفنا الحقيقة، ولما كشفنا المستور ، ولما كشفنا العفن تحت العباءات الزاهية ..وكم تذوقنا طعم اللحم الفاسد المدسوس بمرق الدسم اللذيذ. لم نكن نعرف ألوان الطبيعة الجميلة في بلدي،
لم أكن قد اكتشفت حبي وعشقي إليك ياوطني.
فأنا لا أستطيع العيش بعيدة عنك،ةمحكومة بالحبّ المُقدس، وحَبليّ السّري مربوطٌ بين روابيكَ وسفوحكَ، جبالكَ وأنهارك.
ودماءُ شهدائنا تفوح مسكاً وعنبرا، غارا وبخورا…. ولن ننسى.
وإن كان النّصر يُهدى، فأنتم الأحق، يا أكرم من في الدنيا، وأنبل بني البشر.