سهيلة العجي
إني أشمّ رائحة يوسف …
تطهر ..تيمم.. استغفر ..
ندخل الآن معبدكم …
أستنشق من مجمرتكم رائحة الفخر والعزة والكرامة، أنتم الرجولة ..
اعزفوا أغنية المجد، راية الوطن، كبرياء الرجال الذين يولدون أحراراً ويرحلون أساطير أجيال تحكي للأجيال.
الآن يسمعكم بنيان، وعلي خزام، عصام، وباسل قرفول .
هنا اجتمع خالد وعيسى وعليّ الإمام. هنا يحيّيكم إلياس وعلي عليان وباسم جنود، هنا حضر الشهداء من كل عصر وزمان، ومن كل مكان ..
ارفعوا الصلوات بكل فخر تراتيل من إنجيل وقرآن. وبصمت أمام الآلهة ألقوا التحية السلام.
في بلدي مسقط رأس الحب والخير والأمان.
أيها الشهداء في كل مكان وزمان،
يازينة حينا القديم والبسيط والنابض بالحيوية وحب الوطن.
أكان الأمر يستحق المذبـ.ـحة، وكل هذه الدماء، وكل هذه الدموع والعذابات؟!
لِمَ كُتب لأحلامنا أن تصلب، ولا تحلق؟
كيف لطفولة بريئة، وشباب بعمر الزهور ترعرعت في شوارعنا النظيفة أن تصنع قداسة بحجم السماء؟!
إنها أرواح تعالت على الطغاة، إنه البركان.
أيها العار الذي قتـ.ـلت الشهداء، ما دينك؟ أكفرت بالغفران؟!
أم تظن أنك فاتح أرضاً مقدسة، وبيدك تنزع من قلبهم حلاوة الإيمان؟!
أقسم أن من قتـ.ـلوكم لا يعرفون الله. ولا “بسم الله” في الإنجيل وفي القرآن..
أنا الشهيد.. قاتـ.ـلت عن وطني، ودافعت عن أهلي، وعن أرضي، وما ساومت عن عرضي. ودّعت أحبابي، دفنت أصحابي، وكان عطري بأثوابي.
دمائي لن تسامحكم.
الشهداء لم يرحلوا، وحمل الأبناء أسماءهم، والصور على الجدران تبتسم…
وستحكي الأجيال للأجيال عن بطولات وبطولات، عن مجد أزهر شقائق نعمان.
انظروا إلى السّماء من بين النجوم،
الآن الشهداء من فوقنا يلوّحون: عيشوا بكرامة..
لا قيمة لحياة الإنسان بلا كرامة..
لأرواحكم السلام.
———
* والدة الشهيد “بنيان ونوس من شهداء مشفى الكندي بحلب”.
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام