سهيلة العجي*
مؤمنةٌ ، صادقةٌ ، ومحِبّةٌ حتى الموت ..
لم نُخلَقْ سواسيةٌ ، ولم نتساو في الخلقِ ، هنا على الأرضِ حيثُ العدالةُ مؤجّلةٌ ترى غنيّاً وفقيراً ، مبصراً وأعمى ، وترى أميراً يرزَقُ طفلاً بفمهِ ملعقة ذهبٍ ، وطفلاً يرمى في حاوية قمامة .
“خلقناكم شعوباً ، وقبائل لتعارفوا ، إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم” .. أين نحن اليوم من هذا القول لربٍّ كريم رحيم ؟!
اُحبُّ الجميع ، وأبحث بين البشر عمّن يشبهني ، وفي كلّ شخصٍ هناك ما يشبهني، فتراني أبدأ من نقطة الصّفاء، وأشعرُ بالآلام مشرَّعةً في وجهي، فأكذّب قلبي وعيني وأقول: إنّها وردةٌ عليها شوكة، فأجمل الورود عليها أصعب الأشواك.
ربّما أكون اليوم متعبة ، لكن قلبي لا يصدق أن هناك كرهاً في روحٍ نقيّة .
أحبّ بصدقٍ ، وعفويّة ، وأبحثُ عمّن ينشلني من هذا الحبّ دون جدوى ، فكلما حاولتُ النّهوض، أغرق أكثر ببحره ، وكم هي ضريبة قاسية أن تحبّ.
عاهدتُ نفسي ، وظلمتها ، فقلبي يرى ما تخفيه الشّفاه من البوح ، والجرح جرحي يؤلمني لدرجة أتمنى ألا أكون .
كل يوم أطلب من ربّي السّماح ، والمسامحة ، واللطف ، وأقدّم له الاعتذار ، أنا التي لا ترتكب المعاصي ، ولا تصطنع الأقاويل، أنا فقط أريد إرضاء نفسي ، وربي
فهل ظلمي لنفسي يستحق مني العذاب؟!
هل صدق المشاعر وقول الصّدق، يستحقّ اللوم والعتاب !!
الحبّ والكرهُ لا يجتمعان،
كذلك الصّدقُ والكذب
وكذلك الهدوء والغضب،
لكن تراهم في عراكٍ صارخٍ كيفما نظرت طالَ صراع الخير والشّر حقّاً.
ربما تهت في طريقي ، وحِدتُ عن المفارق، وربما كُتب على من حمّلهم الإله رسالة الخلود ، ومفاتيح السّلام ، والمحبّة أن يحفروا في العقول الجامدة .
لستُ متشائمة، لكنني أكذّبُ عيوني لأحاول أن أرى ما لا أراه اليوم.
أنتظر إشراقة شمس الصباح
لعلها تحمل إلينا البشرى،
وفي كل يوم تشرق الشمس ولا تيأس من الإشراق.
———
* والدة الشهيد بنيان ونوس (أحد الكواكب الأحد عشر من شهداء مشفى الكندي).