حي المعادي ..ألف حكاية ورواية ..وشكاوى سقطت بالتقادم .؟!

الجماهير || أسماء خيرو .
ليس بعيدا عن باب المقام في المدينة القديمة ثمة حي شعبي يجاوره يطلق عليه اسم حي المعادي، ماعليك إلا أن تتجول فيه لعدة دقائق لتلاحظ مباشرة بأن واقعه الخدمي المزري قد سلبه راحة البال .

رغم تعدد الشكاوى والطلبات المستمرة لتحسين الخدمات الرئيسية فيه من قبل سكانه الذين “حفيت أرجلهم من الذهاب والإياب ” إلى الجهات المعنية .

الجماهير في متابعة لشكاويهم زارت الحي وهناك تصدرت الأنقاض ، تراكم القمامة ، والطرقات الترابية غير معبدة المليئة بالتشققات والحفر ، شح المياه ، غياب الكهرباء المشهد العام مشكلاً لوحة خدمية بألوان قاتمة .

شكاوى أدراج الرياح.
يقول المواطن أحمد جعنة : الحي بات له سنوات دون خدمات رئيسية لا كهرباء ، لا طرقات معبدة ، لاترحيل للأنقاض المتوضعة على أطراف الشوارع الرئيسية والفرعية ، ولاترحيل للقمامة المتناثرة فوق الأنقاض مما يجبرنا على حرق القمامة منعا لانتشار البعوض الذي يؤرق ليالينا.

ووفق قوله : لم يترك بابا إلا وقصده ولكن جميع الشكاوى ” ذهبت أدراج الرياح ” حتى أن لقاءهم الأخير مع الجهات المعنية كان لا فائدة منه وكأنك ” يابو زيد ماغزيت ” إذ جاء الرد على مطالبهم الخدمية ” أنتم بحاجة لميزانية كاملة من أجل الخدمات التي تطالبون بها ” .
ويشرح لنا كيف تحولت ثلاث مدارس مهدمة  ( الاستقلال ، الجولان ، طبريا ) وبناء جوخة السكني إلى مكبات للقمامة لا شيء سوى الركام والحجارة والأتربة والغبار ، وعدم تمكن مديرية الاتصالات مد خطوط الهاتف كون الأنقاض والركام تعيق عملهم .
وبالتوغل نحو شارع الملكة ضيفة خاتون تحدث إلينا مالك الفرن عبد الحميد مبينا بأن جميع الخدمات في الحي تنفذ بجهود أهلية إذ اضطر إلى دفع مبالغ طائلة مع أهالي الحي من أجل إيصال الكهرباء إلى منتصف الشارع فقط .

روايات مؤلمة .
نقترب من مشفى عمر بن عبد العزيز المشفى مغلق تماما لا حياة فيه ، هناك تقابلنا السيدة أم عبدو أرملة ولديها أيتام تسكن في آخر الشارع بالقرب من المقامات تقترب منا ، مرددة أنا لا أريد شيئا من الجهات المعنية سوى إيصال الكهرباء ، فدفع 70 ألف ليرة سورية ثمنا للأمبير الواحد استنزفني ، لم أعد أعرف ماذا أفعل ، قولوا لهم : أن يرفعوا عنا ظلم أهل الأمبيرات .؟!

الحاج أبو أديب كان كل مايشغله طيلة جولتنا في حي المعادي رواية القصص عن المخاطر التي تكتنف وجود الأنقاض في معظم أنحاء الحي بدءا من انتشار القوارض والبعوض ، ومرض اللايشمانيا ، وصولا للزواحف ومن بينها الأفاعي التي تسبب الذعر لأهالي الحي بين الحين والآخر .

ويروي لنا المواطن عبد الحميد كيف تشارك أرتال القوارض سهراتهم وأمسياتهم بخروجها ليلا والتجول فوق وحول المكبات والأنقاض .

الصورة مازالت قاتمة.
وبالدخول إلى شارع الأوزاعي لم يكن الوضع أفضل حالا بل على العكس الصورة لم تتغير مازلت قاتمة ومزرية شوارع ترابية غبارها خانق تتسم بالتشققات وانتشار الحفر، يزيد من معاناتها الأبنية المتهدمة التي تسد وتغلق المداخل.

ليشرح لنا الحاج أحمد الذي يقطن بالقرب من بناء سرميني كيف قامت لجان السلامة العامة بهدم طابقين من البناء وإزالة القليل من الحجارة والأتربة تاركة الأنقاض تعيق المارة في الدخول والخروج موجها السؤال للجهات المعنية هل سيبقى وضع البناء على حاله أم أن هناك أمل بترحيل الأنقاض وفتح الطريق والتخفيف من معاناته .
وعلى غرار بناء السرميني بناء الزين أيضا تم ردمه وتركه ليسد منافد الخروج والدخول للطريق

ويضيف الحاج أحمد شكاوينا تهمش ولاتلق آذانا صاغية حال الحي ” لاتسر عدو ولا صديق “مأساتنا كبيرة ، ومعاناتنا أكبر ، لم نعد قادرين على التحمل الوضع أكثر ، بدءا من دفع ثمن الأمبيرات التي تستنزف جيوبنا ، وصولاً إلى نقل مياه الشرب بشكل يومي من حي الفردوس إلى منازلنا ، ودفع ثمن مياه الآبار من أجل الغسيل ، إذ تكلفة ضخ ساعة واحدة تتراوح مابين 3 حتى 5 آلاف ليرة سورية ناهيك عن ضرر المياه المالحة .

حي في طي النسيان .
وبالوصول إلى آخر شارع الأوزاعي يقترب المواطن خالد الجعنة ليوضح كيف قام عامل من الخدمات الفنية في البلدية بتزفيت نصف الشارع منذ شهر كامل وترك بقية الشارع على حاله حتى إشعار آخر متعذرا بنفاذ مادة الزفت ، ليوضح بأنه قدم شكوى للجهات المعنية منذ أربع سنوات في 11/ 5 / 2022 / مطالبا فيها بمد قميص من الزفت لكامل شارع الأوزاعي ولكن” لاحياة لمن تنادي ” .

وأكد أبو محمد بأنه يوميا يضطر لتغيير ملابسة نتيجة الغبار الذي يتصاعد من الشوارع الترابية غير معبدة إضافة إلى اضطراره لإصلاح السيارة نتيجة الأضرار الجسيمة التي تصيبها بفعل انتشار الحفر في الشوارع .

ويقترب المواطن أبو علي ليلفت بأنه قدم شكوى لفرز عامل نظافة للحي ليقوم بترحيل القمامة على الأقل يوما واحدا بالأسبوع مقابل أجر يدفعه أهل الحي للعامل ولكن أيضا شكواه هذه واجهت نفس المصير .

وباستياء يضيف أبو محمد حي المعادي منسي منذ خمسين عاما، لا أحد يتفقده ولا يسأل عن أحواله ، شكوى تقدم لا ينظر فيها إلا بعد سنوات ، وعود خدمية لا تنفذ ، ومواطن يدفع الضريبة يوما بعد يوم .
.
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام ??
https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار