هذا الكون لنا

بيانكا ماضيّة

 

هذه السماءُ لنا.. وهذي الغيومُ وهذا الشعاع..

وهذه الرمالُ الذهبيةُ لنا…

وهذه الوشوشاتُ النورسيّةُ ولفحُ الهواء .

وآثار أقدام أجدادي، واللوحاتُ الفسيفسائية لنا.

وهذي المياه، وهذا العطرُ الليمونيّ المرسوم على أجنحة الفراشات..

وهذا الكون العائم في سدرة الوجود لنا..

وأسماؤنا وألقابنا وخطواتنا على الدروب العتيقة..

وقبور أجدادنا ودفاتر ذكرياتهم وتاريخهم، والقصاصات الورقية من كل الكتب السماوية لنا..

وما اجتزئ وما حوّر وما بُدّل وما شُوّه وما سُرق وما نهب لنا…

لنا كل مافي أيديهم من ذهب وتاريخ وحضارة سرقوه..

لنا الحروف الأبجدية وكل ما كتب بها من مخطوطات..

لنا الألحان والذبذبات الموسيقية في هذا الكون..

لنا اسمها الهائم العائم ببحر الوجود..

وخمسة أحرف سماوية التكوين..

سين سدرة المنتهى والسنونو المهاجر مع المهاجرين..

وواو الوحدة الإلهية والودائع ووعد الأولين..

وراء الروعة والرؤية والرسوم على جدران الكهوف..

وياء اليم واليمام واليوميات المكتوبة على الدروب..

وتاء التكوين والتعظيم والتسبيح..

هذه الخمسة لنا..

وأفكارنا ونوايانا وأول كلمة كتبت في سفر الخلود..

هذا البحر لنا..

وهذي السماء وهذي الأسماء..

والصلوات والشموع والأنوار المشرقية لنا..

لنا كل هذا الوجود

نحن نحن نحن السوريين.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار