الجماهير – عتاب ضويحي
أقام اتحاد الكتاب العرب فرع حلب بالتعاون مع مديرية الثقافة محاضرة نقدية لرواية باب الجمر للأديب الراحل وليد إخلاصي في قاعة المحاضرات قدمها الناقد أسامة مرعشلي بمقر الاتحاد اليوم.
بداية تناول المحاضر الحديث عن رواية باب الجمر التي صدرت عام 1984 والتي اشتملت على تجارب الراحل إخلاصي الثقافية والأدبية وبرز فيها التلاحم الواقعي مع الخيالي والحقيقي مع الخرافي والتراثي مع الحداثي، إلى جانب الروح التجريدية التخييلية التي اشتهر بها إخلاصي.
وتناول المحاضر في قراءته النقدية العنوان ورمزيته، إذ يعتبر باب الجمر الباب الثامن لأبواب حلب، باب البحث عن قيم الجمال والحب والمعرفة، أما الفضاء الروائي المكاني والزماني للرواية، فتدور أحداثه في مدينة حلب بحاراتها، أسواقها، قلعتها، بساتينها، الأحياء القديمة الشعبية والأحياء الثرية، والزمان تخييلياً لايرتبط بسيرورة المدينة الواقعية لكنه يعكس الواقع بأبعاده السياسية والاجتماعية والثقافية بناء على خيال الكاتب، الذي اعتمد تقنية الاسترجاع والتذكر في فصول الرواية ال65 أكثر من مرة، فصول تميزت بالتتابع والتطور في سرد أحداث بطل الرواية “محبة الجمر” العجائبية، وتبقى الخاتمة المأساوية لبطل الرواية مفتوحة للقارئ تطرح تساؤلات عديدة.
وعن ثقافة المؤلف إخلاصي، بين مرعشلي أنه نشر في روايته خلاصة تجاربه بالحياة، وأبحر في أعماق النفس البشرية بلغة جمالية منطقها الحكمة، جمعت بين الغموض والشفافية وتحمل طيفاً شاعرياً، وتكثيفاً لغوياً اختزل الأحداث إلى الجوهري فيها، لغة راقية تشد القارئ للمتابعة، انتقد الكاتب الواقع الاجتماعي والاقتصادي والتفاوت الطبقي والفساد الإداري بأسلوب الراوي الحكيم.
وخلص المحاضر إلى القول بأن الرواية اتسمت بالحداثة والتجريب، جمعت بين الواقعي والعجائبي، غاصت في الواقع بلغة أدبية ناقدة.
هذا وقد شارك الحضور في المداخلات وطرح التساؤلات حول الرواية.
تصوير – هايك أورفليان.