أيقونة الانتصار

سهيلة العجي

 

رحل الشجر والحجر، ورحل البشر ولا أثر. شيّعوا جثمان الكندي العظيم، وأبى أن يبقى بعد أن ترجّل حاميته.

لم يبق غير الركام، يصرخ من تحته أنات العذاب، وويلات المظلومين.

ظنوا أنها انتهت…

هم لايعرفون أنها كانت البداية..

نعم بداية الانتصار..

انتصار سجن حلب المركزي مع من نجا من حامية مشفى الكندي..

نعم مدّوا أجسادهم ليعبر الجنود إلى انتصار وراء انتصار…

قال لي:  أمي لن أعود إلا بالانتصار….

خلع ثوب الجسد. وترجل البطل صهوة الحصان. يطارد الريح في كل ميدان، نعم هكذا أرى بنيان اليوم… لاتسألوني كيف…؟!.

فقط أقول: إنني في رفقته، في الحرب، في استراحة الطعام والشراب، في كل لحظة انتصار .. نعم تراااه عيناي. وأسمع صوته تخطى الزمن واختصر المسافات وعبر دون الوقوف على حاجز..

نعم شهداء هذا العصر انتصار الحق في معركة الباطل…..أصبحت أرى في قلبي وفي عقلي.. ليس في عيوني وحسب… أرى كل جندي في الميدان هو بنيان،

وكل انتصار نحن شركاء به، كل فرحة طفل من صنع الدماء، وكل قطرة ماء من سماء أنبتت شقائق النعمان.

قتـ.ـلوكم  بالكره.. وسأقـ.ـتلهم بالحب..

خانـ.ـوكم…!!! بالوفاء والصدق سنحاربهم. وبسيف الحق سنقطـ.ـع أرجلهم.

عذراً سأسجل وقفات شرف الرجال معي، سأذكرهم بالاسم؛ لأن البياض لابد من الإشارة إليه:

بيت اللبواني من مخيم حندرات، وكبيرهم ممن تواصلوا معي،

يقول :

لم تكوني وحدك من افتقد بنيان ورفاقه..  في كل صلاة كنا نناشد الله أن يحميهم…

عندما عرض فيديو إعـ.ـدام الرجال من أسرى مشفى الكندي.

عُمي… أصيب بنوبة قلبية.. وودع الحياة لاحقاً بمن كان يرعاهم. ويخاف عليهم .  احتفظنا بصورهم أيقونة داخل قلوبنا، هيا أعيدوا بناء المشفى، ولونوا حجارتها بدمائهم. سنضع في كل ركن من أركان المخيم صورهم للأجيال القادمة.

كنا نشعر بأنهم صمام الأمان لوجودنا..صدقيني يا أمي… كنا نحمل  الطعام وأرواحنا على أكفنا، كي نؤمن لهم لقمة البقاء أحياء.

ليس غريباً من أهلنا الشرفاء في مخيم حندرات هذه الشهامة؛ لأنهم عاشوا الظلم كما رجال الله.

سوريا ياحبيبتي، أعدت لي كرامتي،  أعدت لي هويتي … ….. …… .

 

======

بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام

https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار