الجماهير / أسماء خيرو
أشارت الأديبة غالية خوجة إلى أنه في عيد الجيش العربي السوري تزهر الأرض مجدداً وتتدلّى عرائش أرواحها من السماء قناديل تضيء مثل ليلة القدر، فيقترب القمر أكثر منا لنلامس بقلوبنا أرواح الشهداء المجنّحة بالمحبة والعطاء والكرم والسلام، لأنهم كما قال القائد حافظ الأسد: “أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر”.
أرواح الشهداء نجوم خضراء تنبت منها شقائق النعمان الحمراء فتتلون الفراشات بآمال جرحى الوطن، وتهطل الأشعة بريقاً بلون صبر الشعب الواثق ببصيرة قائده الدكتور بشار الأسد، وببسالة جيشه العربي السوري العقائدي وهو يعكس نصاعة الانتماء والهوية بتجلياتها الوطنية الحضارية الإنسانية وفضائها الفسيفسائي، مما يجعل سوريتنا الحبيبة وحدة سيمفونية متكاملة، أبهرت وستظل تبهر العالم بهذا الجيش – حفظه الله ونصره- الذي علّم العالم معنى الوفاء والدفاع والإنسانية والوطنية، وكان أحد أهم المستحيلات الفينيقية العربية السورية، لأنه جيش مؤمن بقضيته وقائده ووطنه وشهدائه وشعبه الطيب، ذاك الشعب الذي يحضن الجندي كما يحضن الأب ابنه، والأم وحيدها، والطفل أباه، خصوصاً بعد كل تحرير لمنطقة في الحرب الإرهابية، وهذا هو الواقع الحقيقي الذي رأيناه وشاهده العالم على الوسائل الإعلامية كافة.
جيشنا الأسطوري متجذر في هذه الأرض العريقة وسمائها العتيقة، وفروعه مرتفعة كالجبال الأوتاد، ومرفوعة بكرامة العلم والوطن والشرف والإخلاص.
وبهذه المناسبة التي يشعل فيها جيشنا العربي السوري شمسه الثامنة والسبعين ونشعلها معه بأرواحنا وقلوبنا، نؤكد للعالم بأننا رغم الحرب والزلزال والحصار منتصرون بإذن الله على كل باطل، وأن جيشنا الذي لا يعرف إلا أن يحب وطنه بتصوف وزهد ورقي سيظل الأمان والمحبة والفخر والسلام، تماماً، كما علّمنا يوسف العظمة وأبطال تشرين التحرير وأبطال العشرية سواء كانوا شهداء الكندي أو قلعة حلب أو السجن أو شهداء لكل ذرة من ذرات هذا التراب الغالي العزيز الشامخ.
كل عيد للجيش العربي السوري وسوريتنا الحبيبة أبية ومنتصرة قيادة وجيشاً وشعباً وجرحى وطن، منتصرة بأرواح شهدائها المزهرة للأمل بالعمل، المزدهرة بنشيدها المضيء: “حماة الديار عليكم سلام ” .