العلاقة النامية بين الانتماء والعطاء ومهارة الصمود في محاضرة للدكتور حليم أسمر .

الجماهير – أسماء خيرو
نظمت مديرية الثقافة في حلب بالتعاون مع منتدى أصدقاء مديرية الثقافة محاضرة بعنوان” الانتماء عطاء على درب الصمود” على مسرح المركز الثقافي في العزيزية.

وأدار المحاضرة فصيح الخضر رئيس منتدى أصدقاء الثقافة بالإشارة في بدايتها إلى أن الواقع اليوم يحتم علينا أن نتحدث عن الانتماء كفكر وعقيدة مؤكدا ضرورة الحفاظ على الانتماء للوطن بمختلف مسمياته .

وكان موضوع المحاضرة يتصل بتوضيح إلى أي مدى يمكن تطبيق مفاهيم الانتماء والعطاء والصمود في ظل الواقع المتعب والمنهك الذي يعيشه المواطن السوري .

إذ أوضح المحاضر الدكتور حليم أسمر بأننا كسوريين هناك أسئلة مهمة تواجهنا انطلاقاً من الوطن ، هل نعيد مراجعة أو اختبار مفهوم الانتماء من جديد ؟ ولماذا نعيد النظر به ؟ هل ندقق في سلوكنا اليومي ومن خلاله نحكم ؟ هل نحن لدينا انتماء أم لا ؟ .

وبين الدكتور أسمر بأن مفهوم الانتماء يتجدد على وقع العطاء لذلك نستطيع مقاربته انطلاقاً من أنه مفهوم أنتجه عطاء الإنسان لأخيه الإنسان دون مقابل مشيرا إلى أن هوية الشعب السوري هوية عطائه منذ الأزل .

ولفت الدكتور أسمر إلى أن سورية ليست مجرد كلمة، إنما هي تلخص تاريخاً حضارياً وثقافياً غنياً عمره يمتد من 5 إلى 6 آلاف عام ، هذا الأساس التاريخي نرتكز عليه وهو هويتنا العضوية المنفتحة النامية، وأن مفهوم العولمة قارب مايسمى تصدع الهويات وإلغاء الأمم انطلاقاً من الفكر التنمطي .

وأوضح الدكتور أسمر بأن الصمود مهارة حياتية أساسية تشتمل على عنصر نشط وواعي فالصامد لايعيش في اللاشعور بل يشارك في الواقع ، والصمود درجة متقدمة من صياغة للمعارف الإنسانية فهو ينمي ويغني الذات وبالتحديد في أوقات الكوارث والمصائب وهذه المهارة يستطيع الإنسان أن يعززها انطلاقاً من سلوكه اليومي .

وأضاف الدكتور أسمر بأن مهارة الصمود اختبرها الشعب السوري من خلال التحديات التي واجهته طيلة العشرة أعوام الماضية لافتا إلى أنها تتضمن مفاهيم الثبات، التكيف ، المثابرة ، والإصرار ، البناء، وتلك المفاهيم موجودة لدى الإنسان بنسب متفاوته انطلاقاً من درجة الفروق الفردية.

وأضاء الدكتور أسمر خلال المحاضرة على أهم الأفكار التي عرفت مفهوم الصمود باستفتاء أجراه على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بينها أن الصمود هو القدرة على التكيف مع اشتداد الصعوبات ، القدرة على استثمار المقومات المتاحة ، أن تبتسم وأنت تبكي ، مهارة التوازن مابين الحاجة والواجب ، صراع من أجل البقاء ، المقدرة على النهوض والإنجاز من جديد .

وأكد الدكتور أسمر في ختام المحاضرة أهمية دور الأسرة في بناء مجتمع متماسك الهوية انطلاقاً من العلاقة النامية بين الانتماء والعطاء ومهارة الصمود.

ت : هايك أورفليان.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار