الجماهير – أسماء خيرو
من قلب الأدب والتراث العربي القديم أطل شعراء جمعية بيت القصيد الثقافية والفرقة الموسيقية على جمهور مسرح دار الكتب الوطنية لإحياء أمسية شعرية غنائية.
وجاءت الأمسية التي نظمتها جمعية بيت القصيد بالتعاون مع مديرية الثقافة في حلب استكمالا لمشروع “الموشحات والقدود رحلة لاتنتهي “وضمن المسار المختلف الذي بدأته الجمعية لبناء صرح فني تراثي موشى بروح العصر من الموشحات والقدود الحلبية .
وساهم العرض التقديمي للمشاركين بإضفاء صورة تراثية جمالية خاصة على الأمسية فضلا عن الحضور الآسر للكلمة الشعرية التي أغنتها الفرقة الموسيقية بغناء الموشحات الأندلسية والحلبية ( قلت لما ، يادارها بالحزن ، بدر حلو الشمايل ، هالأسمر ، يامايلة عالغصون ، البلبل ناغى ، قدك المياس ) .
وبين أمجد بري رئيس جمعية بيت القصيد الثقافية بأن الأمسية تعتبر المرحلة الثانية من مشروع الموشحات والقدود رحلة لاتنتهي ، في محاولة منهم بكل جهد لأن يكون المشروع قيمة هامة تضيف وتدعم وتغني المكتبة الوطنية الفنية والأدبية بقدود وموشحات لم تغن من قبل .
وتمنى بري بأن يكون المشروع لبنة أساسية في بناء صرح جديد من قدود وموشحات جديدة تضاف إلى تراثنا السوري اللامادي، ولكنها في الوقت نفسه لاتنفيه ولاتلغيه بل تصونه وتجدده وتحميه ضمن استدامة تداوله عبر الأجيال .
* واجب على أدباء حلب.
ووفق الشاعر عبد الحميد ملحم الذي قدم موشحي” حينما زاح اللثام ، ومسكري بالريق ” بأن المشروع خطوة مهمة جدا لحفظ التراث تفيد في استمرار الموشح الحلبي بما يحمل من جماليات فنية ، ومن واجب جميع أدباء حلب بأن يساهموا في إحياء الموشح الأندلسي بأصوله المعروفة .
* تخليدا للأجيال.
ولفتت الشاعرة رنا رضوان التي قدمت موشحي (أين ألقاك ، وصرت أشكو ) إلى أنها من خلال هذا المشروع قامت بكتابة وتقديم موشحات غير معروفة ليس فقط من أجل تخليد ذكرى الموشحات الأندلسية بل من أجل تجديدها بروح مختلفة تكون خالدة للأجيال.
* صون وحفظ وتأكيد للاستمرار .
وقدم الشاعر أحمد كركوتلي موشحي” وجدتك متعبا ، خذني إليك ” مبينا بأن المشروع فكرة نبعت للصون والحفظ والتأكيد على ضرورة استمرار نماذج لم تغن ولم تجدد منذ زمن بعيد من الموشحات، وبما أنها إرث حري بالشباب أن يقوموا بإحيائه بلغة عصرية ، وبالفعل هذا مانهدف له ليصبح مستقبلا مشروعا حضاريا يحكي بالكلمة هموم الأمة والشعب ولكن بروح عصرية دون المساس بهويته من حيث الشكل والمضمون.
*تحدي برؤية فنية جديدة .
وبين الشاعر فرهود الأحمد الذي قدم موشحين كلاسيكيين بأن المشروع بمثابة عملية تحدي لمجموعة من شعراء حلب وسورية لإنجاز موشحات شعرية توازي وتضاهي الموشحات القديمة ، لافتا إلى أنه تم بذل الجهود الحثيثة للوصول إلى مرحلة فيها رؤية إخراجية فنية جديده مختلفة تماما عن العروض التقليدية للأمسيات الشعرية .
* معاصرة الجو الحداثي .
وقدمت الشاعرة تسنيم سلطان موشحي ( لي حبيب ، نبوة جسد ) مشيرة إلى أنها كتبت وقدمت الموشحات من قلب الأدب العربي القديم ليس فقط لتعاصر وتحاكي التراث اللامادي القديم بل لمعاصر الجو الحداثي الذي يعيشه اليوم الشعراء الشباب معبرة عن فخرها لأن تكون ضمن كوكبة من الشعراء والأدباء المعروفين في حلب .
* رحلة زاخرة بالإبداع .
وأعرب الشاعر بلال سيف الذي قدم موشحي ” قلت لما غاب عني ، يانسيم الوصل ” بأن المشروع بحد ذاته يعد رحلة زاخرة بالإبداع جديرة بالاستدامة لتقديم أقدم الأنواع الأدبية والعربية ، والولوج إلى قلب التاريخ الأدبي العريق والتعرف على الموشحات الغنائية التي تشي بالكلمة الفنية الراقية ،ومن كل هذه الجماليات بدأ المشروع وسيستمر .
ت : جورج أورفليان