الجماهير || أسماء خيرو
منذ دخول فصل الصيف لم يعش أبو محمد القاطن في حي الكلاسة ” لحظة صفاء ” كما يقول ، فجميع أسعار المواد الأساسية وصلت إلى حد لا يطاق ، بما فيها قوالب البوظ ، إذ كان يبتاع الربع قالب بـ 3 آلاف واليوم ارتفع السعر إلى 6 آلاف .
بينما أبدى الشاب يوسف أسفه إلى ما آل إليه الوضع المعيشي، مشيرا إلى أن والدته لا تستطيع شرب الماء فاتراً لذلك هو كل يوم يشتري ربع قالب وبحسبة بسيطة أجراها أمامنا قال: بأنه يدفع ما يقارب الـ 40 ألف ليرة سورية أسبوعيا ثمنا لشربة ماء باردة معلقا بالسؤال من ينقذ جيب المواطن؟ .
وأكد بائع فروج في السريان حاجته إلى استخدام قوالب الثلج للحفاظ على الدجاج مثلجا موضحا بأنه بحاجة إلى 3 أو أربع قوالب يوميا وهذا يضيف عبئا جديدا عليه وعلى تجارته بالتوازي مع عبء الأمبيرات .
وبلغة تهكمية علق الشاب علي ” قوالب الثلج صاير سعرها متل بورصة الذهب ” لذلك لم نعد نرغب بشرب المياه الباردة ، الشرب من الحنفية صحي أكثر ”
وبسؤالنا لعلاء الذي ارتسمت على وجه ابتسامة المستغني الذي لاحول له ولا قوة قال: أنا لا أشتري الثلج لأني لا أملك النقود مشيرا بيده إلى البائع في الحارة التي يقطنها في الفردوس بأن ربع القالب وصل إلى 7 آلاف ليرة سورية .
وبرصد الأسواق المحلية تبين بأن أسعار قوالب الثلج منذ دخول شهر آب اللهاب تراوحت أسعارها من3000 إلى 5000 ليرة سورية لتقفز وترتفع إلى مستويات غير منطقية لتستقر اليوم مابين 6000 و7000 آلاف ليرة سورية لربع القالب .
* استغلال موسمي .
واتخذ الباعة المنتشرين على الأرصفة هنا وهناك من ارتفاع درجات الحرارة حجة لاستغلال هذه الفترة من الصيف برفع الأسعار فبرصد بسيط للأسعار مابين بائع وبائع وجدنا بأن هناك فارق 2000 ليرة سورية ، وهذا يثير تساؤلأً مهم أين هي الرقابة؟ .
وبسؤال عدد من الباعة عن الزبائن وكميات البيع والشراء بينوا بأن الإقبال حتى الآن يعد جيدا والبيع مقبول إلى حد ما مقارنه مع أول فصل الصيف الذي كان أفضل وذلك بسبب ارتفاع الأسعار إلى الضعف .
و عن مصادر قوالب الثلج أكدوا بأنهم يبتاعوها من مصانع الشيخ نجار وهي صالحة للاستخدام البشري وبأن الأسعار منذ بدء شهر آب حتى الآن تراوحت مابين 12 ، و16 ألف ليرة سورية لقالب الثلج لترتفع اليوم إلى28 ألف ليرة سورية للقالب الواحد .
*تدخل رقابي لمصلحة المواطن .
وللحديث عن الرقابة الصحية ليس أحق من مديرية الشؤون الصحية للحديث حيث بين الدكتور زاخر حكيم مدير الشؤون الصحية في حلب بأنه حرصا على صحة المواطن وخاصة في فصل الصيف تقوم حاليا مديرية الشؤون الصحية بالتشدد بالمراقبة على معامل البوظ والباعة في الأسواق المحلية .
ولفت حكيم إلى أنه يتم أخذ عينات من المياه المستخدمة لصناعة البوظ للتأكد من صلاحيتها للاستهلاك البشري ، واتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المخالفين من الناحية الصحية وفق القوانين والأنظمة النافذة من خلال لجنة مشتركة تضم كل من ( مؤسسة المياه ، مديرية الصحة ، مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك ومديرية الشؤون الصحية .
وبالنسبة لمعامل قوالب الثلج أضاف الحكيم بأنه تم إغلاق المعامل غير المرخصة في العام الماضي من قبل الرخص الصناعية في المديريات الخدمية إذ تم تنظيم ضبوط مخالفات صحية بحقها لعدم التقيد بالشروط الصحية .
مضيفا بأن عدد معامل قوالب الثلج غير مرخصة هي 7 ومنها ( معمل في الشيخ خضر ، ومعمل في الحمدانية ، في المحافظة جانب القنصلية الروسية ، في المالكية ، في الدويرينه عدد2 ، معمل بوظ في محلة النيرب ،مضيفا بأنه تم إغلاقها العام الماضي بسبب استثمارها بدون ترخيص صناعي من قبل الرخص الصناعية في المديريات الخدمية ،كنا تم تنظيم ضبوط مخالفات صحية بحقها لعدم التقيد بالشروط الصحية من ،نظافة ، بطاقات صحية للعاملين، وكان عددها مايقارب / 14 / ضبطا مخالفا .
وعن عدد المنشآت المرخصة أكد سامر عودة مدير صناعة حلب بأنه بلغ 65 معملا ولكن العاملة الذين يراجعون غرفة الصناعة عن عام 2023 هم فقط 6 معامل .
* أصحاب المعامل : تراجع و خسائر .
وفي السياق ذاته وخلال جولتنا على معامل الثلج داخل المدينة تبين بأن الكهرباء كانت الشريك الأساسي فيما يحدث ، وبالحديث عن تقدير حجم الخسائر التي تكبدها أصحاب المعامل داخل مدينة حلب بسبب سيناريو غياب الكهرباء المتكرر أكد الحرفي محمد علبي مالك معمل العلبي لقوالب الثلج بأن خسائر معمله فاقت الـ 80 % إذ أن غياب الكهرباء فتكت به تجاريا وماليا ووظيفيا وصناعيا مبينا بأن شارع باب النصر الذي يتموضع معمله فيه يعد منطقة صناعية ولكنه للأسف يعاني من التقنين الجائر بالكهرباء بالرغم من أن الأحياء المجاورة له والتي تبعد عنه مجرد أمتار قليله لا تعاني ما يعانيه .؟
ويشير العلبي إلى أنه حاليا كحل مؤقت يعتمد بشكل جزئي على المحروقات لتشغيل آلات تصنيع الثلج عبر المولدة ، ولكن بالرغم من ذلك هذا الحل غير مجدي ولا يحقق المطلوب لعمله ، فالكمية المخصصة له من لجنة المحروقات لاتكفيه لتشغيل المعمل لمدة يومين فقط ، وبطاقة إنتاجية قليلة جدا لا تتعدى الـ20 % مقارنة مع الطاقة الانتاجية التي كان ينتجها المعمل سابقا .
و وافقه بالرأي الحرفي أبو محمد الذي فضل أن لا يذكر اسم معمله حتى لايتضرر بأنه نتيجة غياب الكهرباء أوقف معمله واعتمد على شراء 3 ثلاجات يقوم بتشغيلها على الأمبيرات من أجل شراء قوالب الثلج من المصانع في الشيخ نجار ووضعها داخل الثلاجات للحفاظ عليها مجمدة قدر الإمكان إلى أن يتم بيعها .
فضلا عن تعبئه العبوات البلاستيكية بالمياه لبيعها باردة للمواطنين وبهامش ربح بسيط مبينا بأن غياب الكهرباء أدى إلى تضرر عمل معامل الثلج الموجودة داخل المدينة بالخروج من ساحة التجارة .
======
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام