- محمود علي السعيد
يا قطوفَ الجمالْ…
لم يَعُدْ من الروضِ قولٌ لم يُقلْ بعدُ كَيْما يقالْ…
هدَّني الوجدُ واستباحَ الصبا…
منطقٌ عاصفٌ من شروخِ الجبالْ…
واعتلى الموجُ من صهيلٍ قديمٍ..
مهرةَ الريحِ واستفاضَ الخيالْ…
فتَنَدَّتْ من العروقِ سطورٌ…
خمرةُ البَيْنِ بَيْنْ…
عطرُ الحلالْ…
خيطُ ذكرى على الطريقِ تبدّى…
مثلَ شمسِ الخريفِ حالاً فحالْ…
أمسكُ الوقتَ من بقايا لِحاظٍ…
كي أواريهِ عن عيونِ الزوالْ…
وأنادي ببحةِ الصوتِ قومي…
يا عذارى الفراشاتْ…العمرُ مالْ…
والشبابُ الشبابُ أمسى قعيداً…
أينها نجمةُ الصبحِ …قطبُ الشمالْ؟…
أينها الكأسُ تعزفُ الروحُ فيها…
كي يروقَ العصيرُ في البرتقالْ؟…
وأينَ الصبايا على النبعِ رفٌّ…
من الطيرِ ينقرُ حبَّ الدلالْ؟…
وقيسٌ وليلى…وصخرٌ وسُعدى…وجمرُ الحروفِ…ومسكُ الغزال؟ْ…
وأينَ الخيامُ التي أشعلتها…على ضفةِ الليلِ كفُّ الرجالْ؟…
وأرضُ فلسطينَ قلبُ المعنّى…وجوهرُ طفلٍ تهجّى الوصالْ؟…
وأينَ ربيعُ القرنفلِ يغوي…بزقزقةِ اللونِ …
صمتَ المُحالْ؟…
وقفتُ على شرفةِ القبرِ غصناً…عَصِيَّ الهواجسِ…رخوَ الحبالْ…
وصحتُ بملءِ جنونِ الصحارى…
تعالَ مِقَصَ الرحيلِ تعالْ…
أذوبُ مَعَ الماءِ حبةَ ملحٍ…
ومثلي يذوبُ جوابُ السؤالْ.
======
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام