البرنامج الوطني للاستقصاء عن الوظيفة السمعية لدى حديثي الولادة في حلب مستمر… خطة للتوسع بالمراكز.. وخدمات طبية على مدار العام مسحية واستقصائية وعلاجية

الجماهير || أسماء خيرو

من أجل الوصول إلى مجتمع صحي وجيل جديد لا يعاني من أية إعاقة سمعية تواصل المراكز الصحية في حلب باستقبال الأطفال حديثي الولادة وذلك ضمن البرنامج الوطني للكشف المبكر عن نقص السمع عند حديثي الولادة الذي انطلق في 12 آب في جميع المراكز الصحية على مستوى القطر .

* أحدث برامج الرعاية الأولية.

ويعد برنامج نقص السمع هو أحد البرامج التي أضيفت حديثا لخدمات الرعاية الأولية ومن هنا يؤكد الدكتور محمد فراس دهيمش رئيس دائرة برامج الصحة العامة في مديرية صحة حلب بأن البرنامج يستهدف الأطفال حديثي الولادة بالاستقصاء عن الوظيفة السمعية لتدارك أي ضرر وحتى تكون نتائج التطور السمعي جيدة لدى الطفل ما بعد الولادة .

* خطة للتوسع بالمراكز .

وبين د. دهيمش بأنه في مدينة حلب يتوفر ضمن دائرة البرامج الصحية العامة مركز في صلاح الدين مقابل الثانوية الشرعية للكشف المبكر عن نقص السمع ويعمل على مدار الساعة ، إضافة لمركز التقصي السمعي في مشفى الرازي الحكومي ، ومركز جمعية آمال في الشهباء الجديدة ، وكل هذه المراكز تستهدف حديثي الولادة للتمكن من رصد الحالات وإجراء التدابير الصحية اللازمة وحاليا مديرية الصحة بصدد التوسع بعدد المراكز الصحية التي تقدم خدمة الكشف المبكر عن نقص السمع وخاصة في المشافي الصديقة للطفولة التي يتم فيها الولادات الأولية إضافة للمراكز الصحية على كامل الخارطة الجغرافية في مدينة حلب بهدف الوصول إلى الشريحة المستهدفة من البرنامج الذي يعول عليه كثيرا لخدمة الصحة العامة لأبناء الوطن .

* المسح شمل الأكبر سنا .

بدورها أشارت غدير هلالي رئيسة قسم برنامج صحة الطفل واللقاح في مديرية صحة حلب إلى أهمية برنامج المسح السمعي وإلى أن مركز صلاح الدين الصحي في حلب يوفر الفحص الآمن للأطفال حديثي الولادة من عمر يوم حتى ثلاثة أشهر من خلال جهاز البث الصوتي وبالتالي يؤدي إلى التشخيص المبكر وصولا للمعالجة التخصيصية وأن البرنامج شمل أيضا فحص الأطفال الأكبر سنا ممن ثبت أثناء الفحص أن لديهم عوامل خطورة ، حيث تم منذ انطلاق الحملة إجراء فحص مسح سمعي لأكثر من 50 طفلا من فئات عمرية مختلفة ، من بينهم حالتين تم إحالتهما إلى مشفى الرازي لديهم مشاكل سمعية نتيجة قصة وراثية وأخرى خداجة .

*خدمة على مدار العام .

وأكد رئيس مركز صلاح الدين الصحي في حلب الدكتور بشار حصري أن أعمال البرنامج الوطني للكشف المبكر عن ضعف وفقدان السمع لدى حديثي الولادة مستمرة في المراكز الصحية على مدار العام وذلك في إطار الجهود المكثفة لتحقيق غاية البرنامج بالوصول لفحص أكبر عدد ممكن من الأطفال ، كذلك تم التعاون مع القسم الخاص باللقاح بحيث يتم فحص جميع الأطفال على اختلاف أعمارهم الذين يتوافدون من أجل الحصول على جرعة اللقاح في قسم السمعيات قبل حصولهم على الجرعة ،لافتا إلى أن الاكتشاف المبكر لضعف السمع يجنب الطفل الإعاقة السمعية ويسهل فرص العلاج بالإضافة لتجنب مشكلات التخاطب والذي يمكن أن تسبب في المستقبل أزمات نفسية للطفل .

* مسح مبدئي آمن وبسيط .

وعن آلية عمل جهاز البث الصوتي والذي يستخدم في قياس وفحص حاسة السمع لدى الأطفال  حديثي الولادة بينت فاديا عبد الرزاق شاهين ممرضة في العيادة السمعية في مركز صلاح الدين الصحي بأنه يجرى الكشف المبدئي للطفل عن طريق إجراء مسح للأذن اليمنى والأذن اليسرى وفي حال كانت نتيجة فحص الطفل ReFer فهي تشير إلى احتمال وجود نقص سمع لدى الوليد لذلك يتم فحصه مرة أخرى بعد مرور أسبوع أو شهر من الفحص الأول  ، وفي حالة عدم الاجتياز يتم إحالته إلى مركز الاستقصاءات السمعية في مشفى الرازي ليتم تقييمه وإجراء الفحوصات والاختبارات اللازمة، وفي حال التأكد من نقص السمع لديه يتم تحويله إلى خدمات التدخل المبكر وبدء العلاج بتركيب سماعة أذن أو تحويل الطفل لإجراء  عملية زراعة قوقعة لمن تستدعي حالته وفي حال كانت نتيجة الفحص     Pass  فذلك إشارة إلى أن الوليد ضمن الطبيعي ويمكن تنمية مهاراته السمعية مشيرة إلى أن الفحص بسيط وسهل لايستغرق أكثر من 5 دقائق ويتم إنشاء ملف كامل يتضمن بيانات حالة الطفل الصحية والعائلية .

*خدمات استقصائية وعلاجية .

وفي السياق ذاته أوضحت الدكتورة هند عبد الحميد رئيسة قسم التخطيط السمعي في مشفى الرازي بأن المشروع الوطني للمسح السمعي يتم العمل فيه قبل انطلاق الحملة الوطنية للكشف المبكر عن نقص السمع لدى حديثي الولادة وذلك بتقديم الاختبارات السمعية وخدمات علاجية للكبار والصغار مجانا، وأن الحملة تأتي في إطار اهتمام وزارة الصحة السورية بصحة الإنسان من أجل الوصول إلى مجتمع صحي خال من الإعاقات وقد أطلقت الحملة في المراكز الصحية للمساهمة في عمل مسح لكل المواليد الجدد على كافة الأراضي السورية .

ولفتت د. عبد الحميد بأن بعد إطلاق الحملة مركز مشفى الرازي أصبح يقدم خدمات استقصائية وعلاجية للمرضى الذين يتوافدون من مركز صلاح الدين الصحي ومن مجمع الجمعيات الصحي عند جامع البخاري مشيرة إلى أن طرق علاج من يحتاجون تخطيط سمعي تعتمد على سبب وشدة فقدان السمع إذ يتم إجراء فحص للأطفال ودراسة سمعية كاملة تتضمن تخطيط جذع الدماغ ، إجراء برتوكول/ CM أو ,AssR  / حسب الضرورة ومن ثم المتابعة باختبار الساحة الحرة ،وفي حال تم التأكد من وجود مشكلة ما تأتي مرحلة التدخل يتم فيها إما تركيب الأجهزة السمعية المناسبة وفقا لعمر الطفل ودرجة نقص وضعف السمع، أو إجراء عمليات جراحية لتشوهات طبلة وعظام الأذن ، أو إجراء عمليات زرع الحلزون ( القوقعة ) ومن ثم تأهيل النطق والتدريب والمتابعة بمساعدة الكوادر الفنية المتخصصة .

* التوعية بأهمية المسح .

وبينت د. عبد الحميد بأنه لا توجد إحصائية بعدد المرضى الأطفال المصابين بإعاقة سمعية حتى الآن ولكن المركز يقدم خدماته العلاجية والطبية لأكثر من 90 مريضا شهريا من الكبار والصغار وأن الحملة لتحقيق غايتها الأساسية بالوصول إلى فحص أكبر عدد من الأطفال تحتاج إلى تضافر جميع الجهود فضلا عن توعية الأهالي في المناطق الريفية بأهمية مسح السمع لحديثي الولادة من أجل التدخل المبكر ومنع إصابة أطفالهم بأي نوع من الإعاقة سمعية .

* الحاجة لرفد بأجهزة .

وختمت د. عبد الحميد بأن غرفة السمعيات في المركز تتضمن جهاز تخطيط جذع الدماغ ، وجهاز تخطيط نغمة صافية ، وجهاز معاوقة سمعية ، وغرفة ساحة حرة معزولة صوتيا لافتة إلى الحاجة لرفد المركز بجهازي معاوقة ونغمة صافية إضافيان ليكونا رديفان لهم في حال تعرضت الأجهزة الموجودة في المركز إلى أية أعطال تقنية أو فنية .

* قياس درجة نقص السمع .

وقالت الدكتورة فاطمة عبد الحميد المشرفة على جهاز تخطيط السمع نغمة صافية في مشفى الرازي بأنه بعد التأكد من الحالة السريرية للطفل يتم إجراء اختبارات سمعية للطفل ومنها اختبار جهاز النغمة الصافية فمن خلال تواترات صوتية وشدات مختلفة، تبدأ من 10 ديسبل (هي وحدة قياس الصوت) وتزداد بشكل تدريجي حتى تصل إلى 100 ديسبل ، يتم قياس درجة نقص السمع لدي الطفل المريض فيما إذا كانت خفيفة أو متوسطة أو شديدة كذلك بإمكان الطبيب المختص من خلال الجهاز التمييز وقياس شدة الإصابة وهل هي في الأذن الوسطى أم في الداخلية، أم في العصب السمعي أم في مجموعة خلايا في الجملة العصبية المركزية.

* ثناء وتقدير .

وأثنى أهالي الأطفال وأشادوا بأهمية البرنامج وقيمته ومن بينهم أم ماجد التي التقيناها في مشفى الرازي وكانت بصدد معالجة ابنها المصاب بإعاقة ذهنية وسمعية منذ نعومة أظفاره مبينة بأن خدمات المشفى جيدة جدا الأطباء متعاونون قدموا لابنها جميع مايلزم من اختبارات سمعية وهي الآن بانتظار النتائج للاطمئنان على حالة ابنها الصحية .

 

======

بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام

https://t.me/jamaheer

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار