خريجو المعاهد الصناعية التابعة لوزارة التربية إلى قارعة الطريق .؟!

الجماهير || قامات أبناء العشرين تتقوس أمام الحاجة، وتتذلل في طلب الوظائف، وإذا كانت جدران المعاهد الصناعية قد استوعبتهم بطريقة ما فإن سوق العمل لم يعد قادراً على استيعابهم.

في المعاهد لهم مكان أما في سوق العمل والاقتصاد فمكانهم قارعة الطريق أو تحت رحمة رأس المال الخاص وشروطه، أو بيروقراطية القطاع العام الخانقة حياتهم، وطابور المنتظرين طويل جداً ويتزايد باستمرار .

تخرجت ميساء منذ عدة سنوات في أحد المعاهد الصناعية التابعة لمديرية التربية بحلب لتجد نفسها مرمية على قارعة الطريق ” لا شغلة ولا مشغلة ” في ظل غياب تام للمسابقات منذ آخر مسابقة أعلنتها وزارة التربية في العام 2017 طلبت موجبها التعيين على أساس ” معلم حرفة، مدرس مساعد، كاتب، مساعد مهندس، مساعد فني ، عامل فني ” لمختلف الشهادات الصناعية والتجارية والتقنية والنسوية .

ولا تزال تغص المعاهد الصناعية والتقنية التابعة لوزارة التربية بآلاف الطلاب المتزاحمين على مقاعد الدراسة سنوياً ، فعلى الرغم من عدم توفر هذه المعاهد على سوية علمية جيدة، نجد في كل عام أن هناك وافدين جدداً وآمالاً جديدة، هم شباب وصبايا مندفعون ومتحمسون لمرحلة جديدة من حياتهم، وبعد التخرج تنوس آمال المرحلة وتتضاءل، وتخبو الطموحات وتكاد تختفي عندما تفرغ محفظة الواقع محتوياتها في وجوههم.

 منذ أن تم اتباع سياسة التعليم المهني في سورية في العام 1987 بدأت العاصفة تزج بآلاف الطلاب مرغمين على تعلم مهن لم تكن يوما تلبي رغباتهم ولا تناسب ميولهم و رغباتهم، ولا تتفق مع فئة الجنس وخصائصها، كأن يتم تخصيص مهنة النجارة او الحدادة للفتيات، وغير اختصاصات للشباب دون مراعاة الفروقات الشخصية .؟

فمن سيعوض لهؤلاء الطلاب ضياع مستقبلهم ، والأموال التي يدفعونها سنوياً من جيوب غالبيتها مثقوبة يرشح منها الفقر والحرمان؟ وهل تنتهي قصة التعليم المهني في سورية نهاية حزينة؟ وماذا تريد وزارة التربية من سياستها التعليمية المهنية ؟

======

بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام