تتفوق على إعاقتها بدراجتها الكهربائية..  الشابة منال تجابه انتقاد المجتمع بالنظر إلى الأمام .

الجماهير || أسماء خيرو

المميز هو قدرتها على مجابهة انتقاد المجتمع بالنظر للأمام بروح رياضية ووجه مبتسم حلو الملامح يوحي إليك بما تتمتع به من عقل راجح وفكر سديد .

قيادتها الدراجة الكهربائية كان الدافع لحديث صحيفة الجماهير معها وخلاله كان أجمل ما فيها روحها ، ولو كانت الأرواح تباع وتشترى لكانت الشابة منال عبيسي من أغنى الأغنياء، نفسها بالرغم من إصابتها بشلل الأطفال منذ ولادتها ذات جمال وصفاء .

ولعل عبارة ” اعمل ما تحب لتحب ماتعمل ” كانت البوصلة التي لطالما أرشدتها إلى ما تأمل تحقيقه ، لها من الإرادة مايضع على جبينها إكليلا من الغار ، شجاعة أرادت أن تكون غير ماهي عليه ،وبالفعل كانت .

اجتهدت وثابرت ونجحت وحاليا هي موظفة في الشركة العامة للخطوط الحديدية ، ورئيسة صندوق جمعية المعاقين في حلب .

ومنذ عام ونصف لم تردع تقاليد وعادات المجتمع الشابة منال أو حتى تخفف من حماسها بشراء دراجة كهربائية تستخدمها كوسيلة للوصول إلى عملها الوظيفي .

تقول منال : حين اشتريت الدراجة واجهت الكثير من التعليقات والانتقادات من مجتمع لا يزال يعتبر المرأة لاتناسبها قيادة الدراجة ،ولكن لم أستمع لهم ، وقمت بشرائها وتعلمت القيادة ، واليوم الدراجة توفر علي الكثير من المصاريف فضلا عن أنها تخفف عني مشقة السير أو الانتظار والتنقل في المواصلات العامة .

 وحاليا حولتها لمشروع عمل صغير ، يؤمن لها مصدر دخل إضافي تتغلب به على الغلاء غير المنطقي الذي نعيشه، حيث تقوم بتوصيل عدد من الطلبات للزبائن .

وبالرغم من كل الصعوبات ، الشابة منال على استعداد أن تبدأ الحياة والعمل في كل يوم ، هي تدرك بأن لا حيلة لها بتغيير سنة الكون أو تبديل مجرى الحياة لذلك تعالج الصعوبات التي تواجهها بالنظر الدائم إلى الأمام تاركة مافات يولي أينما شاء ، طامعة بتقدير يتكافأ مع إرادتها القوية .

وبسؤالنا عن رأيها بانتقاد المجتمع لها كونها إمرأة تقود دراجة كهربائية ، قالت : حين أتعذب بالتنقل في المواصلات لا أحد يحس بألمي ومعاناتي ، وحدي من يتألم ، حياتي لا أحد يعيشها غيري، لذلك “أعيشها كما أراها أنا ” .

وختاما لابد من انحناءة للشابة منال فهي تستحق أن تنحنى لها الهامات ، وأن يطوق عنقها بعقد من زهر الياسمين الأبيض.

======

بإمكانكم متابعة آخر الأخبار و التطورات على قناتنا في تلغرام