بقلم || عبد الكريم عبيد
يجمع أهل الفكر والسياسة والإعلام على أهمية زيارة الرئيس الأسد إلى الصين من حيث توقيتها ومضامينها وأهدافها.
في التوقيت حيث تشهد الساحة السياسية ولادة أحلاف جديدة وتشكيل أقطاب دولية وازنة من شأنها إعادة التوازن إلى مسرح السياسة الدولية الذي اختل لزمن طويل جراء القطبية الأحادية الدولية التي سيطرت على الجغرافيا السياسية العالمية بقيادة أمريكا والغرب اللذين أظهرا عقلية ليبرالية متوحشة.
إذ أن هناك منظمة دول شنغهاي ومجموعة البريكس التي تؤسس لتحالفات دولية من مجموعة من الاقتصاديات العالمية القوية مثل الصين وإيران وروسيا وفنزويلا والكثير من اقتصاديات النمور الآسيوية التي دخلت المنافسة العالمية وبقوة, والهدف هو التحرر من هيمنة الدولار والتحكم بحركة الاقتصاد والتنمية العالمية والذي وصل به المطاف إلى أداة لتجويع وإفقار الشعوب التي لا ترتضي عليها الولايات المتحدة الأمريكية.
بالأمس الرئيس الفنزويلي في الصين حيث أسس البلدان لحقبة جديدة من التعاون ارتقت إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية بين البلدين, أيضاً التعاون الصيني الروسي والإيراني الصيني والصيني البيلاروسي الذي فتح أفقاً جديداً في العلاقات الدولية.
أما العلاقات السورية الصينية فلها أكثر من بُعد، ليس لأنها تمتد إلى جذور التاريخ حيث طريق الحرير والعلاقات التاريخية والاقتصادية بل الأهم من ذلك موقع سورية الجيوسياسي الذي زاد هذه العلاقات تجذُّراً وعمقاً.
اليوم, الرئيسان الأسد وشين جي دشّنا حقبة جديدة في العلاقات الاستراتيجية بين البلدين بالإضافة إلى توقيع العديد من الاتفاقيات والتفاهمات التي تصب في مصلحة البلدين سورية والصين, منها اتفاقية لتعزيز التنمية الاقتصادية وأخرى في مجال التعاون الاقتصادي ومذكرة تفاهم إطاري حول اتفاقية الحزام والطريق الذي تعمل عليه الصين بالتعاون مع الشركاء منذ سنوات وبخاصة الدول الواقعة على طريق الحرير والذي يبدأ من الصين إلى باكستان وأفغانستان وإيران والعراق وسورية وتركيا, وهذا يحظى بأهمية خاصة بالنسبة للصين؛ كون لديها فائضاً اقتصادياً كبيراً وهذه الدول سوق واسعة لمنتجاتها بالإضافة إلى مسألة إعادة الإعمار في سورية والتي أبدى فيها الرئيس الصيني استعداد الحكومة والشركات الصينية للعمل في هذا المجال ولا سيما مجال النقل والكهرباء والغاز والنفط.
بالإضافة إلى وقوف الصين إلى جانب سورية في محنتها وواجهت قوى الاستعمار العالمي واستخدمت حق النقض الفيتو في مجلس الأمن إحدى عشرة مرة دفاعاً عن سورية وشعبها منحازة بذلك إلى الشرعية الدولية والقانون الدولي الذي كفل حق الشعوب في المقاومة ضد كل ما يتهددها.
هي عناوين واسعة وعريضة، ينظر إليها الشعبين السوري والصيني بأمل كبير وتفاؤل في الوقت الذي تسعى فيه الدول الكبرى لفرض العقوبات على الشعوب التي ترفض الهيمنة الاستعمارية الأمريكية وعلى رأسها الشعبين السوري والصيني اللذين يقفان مدافعين عن بلديهما بكل قوة وصلابة.
======
بإمكانكم متابعة آخر الأخبار والتطورات على قناتنا في تلغرام ??