الجماهير – عتاب ضويحي
أقام فرع حلب لاتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع مديرية الثقافة محاضرة بعنوان “الشجرة في الشعر العربي” قدمها الدكتور أحمد زياد محبك في قاعة المحاضرات بمقر الاتحاد اليوم.
تناول المحاضر الحديث عن مقتطفات تدل على غنى الشجرة وقوة حضورها في الشعر العربي القديم والحديث، اتخذ الشعراء من الشجرة رموزاً للحياة والقيم والإنسان والصمود والتأملات، إذ وصف شعراء الشعر القديم الشجرة وشبهوها بالمرأة، والعكس صحيح، من حيث العطاء والجمال كما في شعر امرئ القيس، ومثله في الشعر الأندلسي، والحديث كان للشجرة حضوراً وموضوعاً بارزاً للعديد من الشعراء، أسقطوا آلامهم وأحزانهم وباحوا بمبلغ شوقهم لأحبائهم كما ورد في القصائد الثلاثة للشاعرة نازك الملائكة “شجرة القمر، شجرة الذكرى، والخيط المشدود إلى شجرة السرو” جميعها أوضحت علاقة الشاعرة بالشجرة واتخاذها كمعادل لوجود الإنسان. ورثى شعراء آخرون أحبتهم من خلال استخدام الشجرة رمزاً لألمهم.
كما أورد المحاضر من خلال قصائد المعري النظرات التأملية للحياة سواء أكانت إيجابية أم سلبية لكن الشجرة تعتبر مادة غنية للشعر واستنباط الحكم والفلسفة بواسطة صفاتها.
إلى جانب ذلك تطرق المحاضر إلى ارتباط الشجرة بخرافات قديمة تتعلق بالحمل والولادة وعفاف المرأة والموت والحياة.
ولم تغب الشجرة عن مواقف الصمود ومقاومة الاحتلال حسبما ذكر الدكتور محبك، كما هو الحال في شعر الشاعر محمود درويش فكانت شجرة الزيتون خير مثال على التصدي والوقوف في وجه العدوان.
وشارك الحضور بالمداخلات التي صبت في نفس حديث المحاضر عن حضور الشجرة في الشعر العربي واعتبارها معادلاً موضوعياً تعادل الشعور وتثيره.
تصوير – هايك أورفليان