. للشاعر محمود علي السعيد…
فاضتْ على مجمعِ الأشواقِ أنوارُ…
لمّا تجلّتْ بقرصِ الشمسِ أخبارُ..
تجزي العطايا قصاصاتٍ منمقةً.
..فيها من النظرةِ الصماءِ أسرارُ…
من سطرِ من أودعَ الأرقامَ فاصلةً..
.تطايرت فوقَ عرشِ الليلِ أقمارُ…
أيقونةُ العمرِ برقُ الموتِ يقصفها…
بوابلِ الجمرِ والأعمارُ أقدارُ…
وموقدُ الطقسِ لمّا اشتدَّ ساعدهُ…
وقامَ يصفعُ وجهَ الغيمِ إعصارُ…
أيقنتُ حقاً وقوسُ النارِ متسعٌ…
فيهِ القرابينُ أطواقٌ وأسوارُ…
قضيةُ الخلقِ من تاريخِ ما اصطبغتْ..
.بالأرجوانِ دمُ الأجيالِ أطوارُ…
طورٌ يناشدُ موجَ الفعلِ مقربةً..
.وآخرٌ في لُجَيْنِ القولِ بحّارُ..
.اليومَ أرضٌ وأرضُ اليومِ في قلقٍ.
..ترنو إليها من القاماتِ أنظارُ…
خلاصةُ الأمرِ أن ترقى مفاتنُها…
كَيْما تعانقَ صدرَ الريحِ أشجارُ..
.الأفقُ في قبضةِ الساعاتِ مُفتَرقٌ…
تطلُّ من نبضهِ الدفاقِ أمطارُ..
.شهيدُ منكَ الدُجى رقّتْ قسائمهُ..
.وطابَ في ملعبِ الأضواءِ مشوارُ..
.يقرُّ أنَّ المدى من طيفكم عَبِقٌ…
وأولُ الخطوِ في الأعماقِ إقرارُ…
أعزفْ على وترِ الأغصانِ ملحمةً…
تطيّرُ الرقصةَ الحمراءَ أوتارُ…
حورُ المصابيحِ كم تاقتْ جوارحُها…
في جنةِ الخلدِ والأطباقُ أثمارُ..
.ليلى فلسطين والأيامُ مَسغبةٌ…
تحيقُ فيها من الأخطارِ أخطارُ…
يا قيسُ أينكَ ضاقتْ في الهوى سُبُلٌ..
.قُمْ للسبايا فدمعُ العينِ مدرارُ…
واصرخْ بملءِ جنونِ الصمتِ في طربٍ.
..لبيكِ يا مربطَ العشّاقِ يادارُ.
..أقولُ قَوْلَةَ صدقٍ من رأى قلماً…
ما أشعلتهُ من التجريحِ أفكارُ…
فليصمتنَّ فقصرُ الظلمِ مرقدهُ…
في ضَيْعَةِ الوقتِ أحجارٌ وأحجارُ…